وككل مناسبة مع بداية اولى تساقطات الثلوج توجه مختلف الكامرات عدساتها صوب جبال الاطلس في تناولها لموضوع الثلج، وكأن الثلج يتساقط في الاطلس لوحده .. و الان تطل علينا جل القنوات والصفحات باخبارها في دعاية لجلب عشاق التزحلق و لمن يريد ان يقضي سويعات بين احضان الثلوج .. ليعود الى المنازل المكيفة او مدينته حيث اعتدال الاجواء بعد يوم ممتع … ليس هدذا هو عمق المشكل ..الاشكال يتمثل في نقل اجواء البهجة و الاستمتاع بالبياض بينما اناس اخرين يعانون الويلات بنفس الثلوج, و التي لا يمكن لبياضها الناصع , ان يغطي سواد واقع الحال , الى درجة تهديد ارواح المواطنين بانخفاظ درجة الحرارة لمستويات قياسية دون التوفر على ابسط ضروريات الحياة و قلة موارد التدفئة من حطب وغيرها… نتساءل بحسرة لماذا لاتسلط كل هذه الاضواء والاخبار على مشردين ينامون تحت الصقيع ؟ .. لماذا لا نوفر للاطفال مستشفيات في المسنوى و عناية كاملة ليس فقط موسمية او ذات طابع بروتوكولي؟ لماذا لا تثار مشاكل حطب التدفئة وايجاد سبل بديلة يستفيد منها الجميع لما يشكله استنزاف الغابات من مخاطر بيئية واستنزاف جيوب المواطنين المقهورين من اهل هذه المناطق؟ ، لماذا ولماذا… مشاكل بالجملة تعيشها مناطق المغرب العميق “المغرب غير النافع بتعبيرهم” .. بكل مأساتها نتمنى يوما ان تطل هذه العدسات الزائرة لنقل تلك التراجيدية التي تمزق القلوب … فهناك وراء البياض الناصع تهدر كرامة الإنسان والرأسمال البشري، حين يعيش الإنسان مستأنس بمرارة البياض في سكون. تحية لكم أيها الصامدون في مواجهة برد الأعالي.. كان الله في عونكم…
