مشكلة الأجهزة الرسمية بمختلف أطيافها بسوق السبت أنها تفتقد إلى لغة التواصل وترفض النقد وتعتبر نفسا دائما على صواب على الرغم من ان الواقع يكشف في كثير من الأحيان تشكل النقيض..
والخطير في الأمر أن البعض منها يكرس مبدأ “إما كون معانا إما راك ضدنا ” وهذا للأسف منطق خاطئ خصوصا في مجال الصحافة، حيث على كل مراسل أن يكتب بعين مغايرة لعيون السلطة والمنتخب على حد سواء، لاعتبار بسيط، وهو أن الأهم ليس وصف الواقع كما هو إنما الإنصات بأذن ثاقبة لانتقادات الفئات العريضة ونقل أسئلة من لا يجدون من يسألون والتعبير عن الهمّ الجماعي.. ، هذا إن كان المراسل فعلا يكتب بعين الشارع ومتشبعا بهموم الشعب وبهموم فئاته العريضة..
واليوم، ما إن تكتب بضعة سطور عما يجب أن يكون أو ما يرغب الشارع فيه حتى تصبح منبوذا وغير مرغوب فيك، وكثيرا ما تتعرض لانتقادات لاذعة على صفحتك الشخصية ،هذا في الوقت الذي كان من المفروض فيه ، أن تكون اول المرحبين بهم لأنك تضع هذا المسئول أو ذاك على الطريق الصحيح، ولأن من يتحمل المسؤولية لا يمكن أن يدرك عيوبه إلا بعيون الآخرين.
واعتقد أن الصورة النمطية التي أصبحت تُشخص العلاقة المتشنجة بين الإعلامي والجمعوي والحقوقي بالمنتخب في العديد من الجماعات الترابية،هي خير دليل على ما ذهبنا إليه، وهي صورة بقدر ما تكشف عن بؤس فكري لدى العديد ممن تحملوا مسؤولياتنا بقدر ما تدعو إلى إعادة النظر في أساليب التواصل من أجل أن يكون الفاعل الجمعوي والإعلامي والحقوقي بوصلة لتنمية حقيقية قائمة على أسس التشارك والنقد البناء وليس على قرارات انفرادية غالبا ما تجد نفسها خارج إطار اهتمامات الفئات العريضة من السكان.