جوهرة الأطلس، تتوشّح الحزن وتودّع قطعة من روحها… ساقية “تمكنونت”، التي بدأت مياهها تسير نحو الجفاف لأول مرة في التاريخ، تعلن بصمت أن الطبيعة لم تعد كما كانت، وأن الأرض تصرخ من الألم.
في قلب المدينة، كانت “تمكنونت” أكثر من مجرد ساقية. كانت ذاكرة مائية، وروحا تسري بين الأحياء. منبعها من سفوح جبل تاصميت كان رمزا للعطاء، لا يعرف الخذلان. مياهها العذبة كانت تسقي الحقول، وتروي العطش، وتمنح الحياة لمدينة بأكملها. على جنباتها تربى الأطفال، وعلى خريرها تهادت أحلام الكبار.
لكن في السنين الأخيرة، خذلت السماء الأرض. جفت “تمكنونت”، ولم تعد الساقية إلا مجرى يابسا، ترتمي فيه الحجارة كجثث بلا نبض. السكان وقفوا مذهولين أمام هذا المشهد غير المسبوق. كبار السن بكوا كما يبكى على فقيد، والأجيال الجديدة تحاول أن تتخيل كيف كان الماء هنا ذات زمن.
وراء هذا الجفاف، لا تكمن فقط سنوات عجاف من قلة التساقطات، بل واقع بيئي أكثر قسوة. التغيرات المناخية قلبت موازين الفصول، وعبثت بنظام الطبيعة. الاحتباس الحراري، تراجع الثلوج على قمم الأطلس، قلة الأمطار وتوالي سنوات الجفاف… كلها عوامل ساهمت في نضوب منبع “تمكنونت”، وغيرها من العيون والأنهار التي كانت يوما شريانا للحياة ببني ملال.
التقارير البيئية تشير إلى أن المغرب، وخاصة المناطق الجبلية، يشهد تراجعا سنويا في الموارد المائية. مياه الجوف تستنزف، والمنابع التقليدية التي كانت دائمة الجريان بدأت تذبل. و”تمكنونت” ليست إلا واحدة من ضحايا هذا التحول المناخي العنيف.
ما يحدث ليس مجرد مأساة محلية، بل جرس إنذار عالمي. ما حدث لعين “تمكنونت” قد يحدث غدا لعيون أخرى، إن لم نتحرك جميعا لمواجهة التغير المناخي بخطط واقعية ومستعجلة.
ورغم كل شيء، لا يزال الأمل حيا. ربما تعود الأمطار، ربما تثمر الجهود البيئية، ربما تستفيق السياسات من سباتها، وربما… تعود “تمكنونت” كما كانت لتجري من جديد، كما وقع مؤخرا حين عاد ماؤها من جديد بعد أمطار الخير لهذه السنة، وجاءت معه فرحة السكان لكن وللأسف خف جريانها وصبيبها إيذانا بتوقف مرتقب لمياهها التي كانت دائمة الجريان ولا تنضب أبدا.
قالواجددنا لحمدان اضحك ونعطيك ما تمكنونت ولعل واصبح ماءها حكرا على اولادحمدان المشكلة قلة الصبيب والامير والاخطر هو الساكنة المجاورة لمجرى تمكنونت الذي كان وادي تمكنونت عرضه 4الى5 امتار هذه الساكنة كل نفاياتها تتطرح في هذا المجرى من منبعها حتى آخر نقطة ولا احد يفكر في الاخر كنا نقول لكل من سولت له نفسه تدنيس المجرى هناك أشخاص وبهاءم تشرب من هذا الماء الذي هو نعمة من الله فكيف الان والبعض يجحد بهذه النعمة ولما لا تجف ليلقلنا الله جحودنا وعصيانا له الانسان هو سبب كل ما نعيشه من منع المطر وجف الضرع