الاشتراكية العلمية في فكر و ممارسة الزعيم السياسي و المناضل عمر بنجلون موضوع ندوة من تنظيم حزب الطليعة بقصبة تادلة

17 ديسمبر 2018
الاشتراكية العلمية في فكر و ممارسة الزعيم السياسي و المناضل عمر بنجلون موضوع ندوة من تنظيم حزب الطليعة بقصبة تادلة
قصبة تادلة: م. البصيري

 

تخليدا للذكرى 43 لاغتيال الزعيم السياسي و المناضل عمر بن جلون و بمناسبة افتتاح المقر الجديد للحزب، نظم الفرع المحلي لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي بقصبة تادلة ندوة في موضوع الاشتراكية العلمية في فكر و ممارسة الشهيد عمر بن جلون أطرتها حكيمة الشاوي الحقوقية و القيادية في حزب الطليعة.
و تحدتت حكيمة الشاوي في بداية عرضها عن التاريخ النضالي العريق لقصبة تادلة و للمنطقة و أثاره في تطوير حركة التحرر في المغرب، مشيرة الى أن موضوع الندوة يتعلق بقائد من العيار الثقيل ترك بصماته في الحركة التحررية، حيث الحاجة الى الاطلاع على مشروعه المجتمعي المبني على منهج تحليلي علمي.
و قالت عضوة الكتابة الوطنية لحزب الطليعة أن الاطلاع على كتابات و مشروع الشهيد عمر بن جلون تظهر ان اغتياله استهداف لفكره قبل جسده و إجهاض للمشروع التحرري و الاشتراكي الذي و ضع أسسه النظرية و التطبيقية و المرتكز على الفكر العلمي و قوانين الجدلية التاريخية و المادية.
و تطرقت القيادية اليسارية الى القضايا التي تناولها المناضل عمر بن جلون بمنهجية علمية من خلال قراءة مجموعة من الوثائق و المخطوطات المدونة بخط يده و يتعلق الأمر بالمسألة الايديولوجية و الوضوح الفكري و المنهجي المبني على التحليل الملموس للواقع الملموس و تحليل المجتمع و تناقضاته و تغيراته و حركيته و الربط الجدلي بين التحرير و النمو و الديمقراطية و الاشتراكية. تم المسألة الثانية و تتعلق بمنظور الشهيد للطبقة العاملة، حيث التركيز على دورها الطلائعي الشمولي في التحرير و البناء الاشتراكي و عدم حصرها في الجانب النقابي و الاطلاع على الجانب التاريخي والتغيرات التي شهدتها و شكل الارتباط مع الصراع الطبقي و القومي. بعد ذلك تطرقت المتحدثة الى التشكيلة الاقتصادية و الاجتماعية المغربية في فكر عمر بن جلون و التي تم تحليلها و فهم آلياتها بناء على منهج المادية التاريخية و الجدلية و التحليل الدقيق للتناقضات و الصراعات الرئيسية و الثانوية داخل المجتمع المغربي.
و واصلت حكيمة الشاوي عرضها بالحديث عن مسألة تكوين الأطر الحزبية في فكر المناضل عمر بن جلون الذي شدد على أن مشروع تكوين الأطر يستلزم ربط النظرية بالممارسة و ترسيخ منهج فكر الاشتراكية العلمية و أسسه العلمية و تجنب التحريف و الدوغمائية العمياء و العبارات الجاهزة، كما تناولت منظوره للثقافة و التربية و وعيه بدور التعليم والتربية في عملية التغيير، و كدا دور الفئات الطلائعية في التغيير و أهمية التكوين في الحماية و الحصانة و علاقة التغيير بالممارسة اليومية في المعمل و الحقل و المدرسة و الجامعة اي ببيئة العمل داخل المجتمع. و أكدت الشاوي على الحاجة في هذه الظروف الى فكر عمر بنجلون و تحليله و أخلاقه المبنية على الشجاعة و نكران الذات و الانضباط الحزبي و مقاومة التحريف النقابي و الحزبي و الحاجة الى بوصلة الاشتراكية العلمية لقراءة الواقع المتغير.
وختمت القيادية في حزب الطليعة عرضها بطرح سمات الوضع الحالي دوليا و وطنيا، حيث دوليا و صول الرأسمالية الى مرحلة التوحش و الهيمنة و بداية زعزعة الاحادية القطبية و تهديد المراكز الرأسمالية الكبرى التي كانت ترسم الخرائط و تؤجج الحروب العرقية و الطائفية ما عطل التحرر و أضعف الاقتصاديات العربية و نهب خيراتها و تصفية القضية الفلسطينية و اعتراف الادارة الامريكية بالقدس عاصمة لاسرائيل.
اما و طنيا فتحدتت الشاوي عن التبعية و نهب الخيرات و عن الاختيارات الاقتصادية اللاشعبية و اللاديمقراطية التي تخدم برجوازية و صفتها بالهجينة تعيش من الريع الاقتصادي و السياسي، مشيرة الى الاختلالات البنيوية العميقة في الاقتصاد و اختلال النسيج الاجتماعي مع ما رافقه من فقر و حرمان و احتقان و تنامي موجات الاحتجاجات الشعبية في المدن و البوادي و تعميق الفوارق ما خلف احتقانا على المستوى النفسي.
و دعت الشاوي في الختام الى تجنب ردود الأفعال النفسية و العاطفية التي تتعارض مع المواقف السياسية التي تستلزم التريت و التعقل، مؤكدة على الحاجة الماسة في الظرف الراهن الى مناضلين يقرؤون الواقع من منظور علمي مع استحضار النقد الذاتي لتجاوز الاختلالات و بلوغ الاهداف النبيلة المنشودة.
و في ختام هذه الندوة فتح باب النقاش حيث تم طرح العديد من التساؤلات و القضايا ذات الصلة بموضوع الندوة و التي تفاعلت معها في الردود حكيمة الشاوي.
الاخبار العاجلة