تاكسي نيوز /جمال مايس
أعلنت وزارة الداخلية على أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت ما بين 25 و35 في المائة من مجموع الناخبين إلى حدود الساعة الخامسة من يوم 7 أكتوبر ، قبل أن تتدارك وتعلن على أن النسبة وصلت 43 في المائة مع انتهاء التصويت ، أي بمشاركة حوالي 6 ملايين مغربي من أصل 15 مليون مغربي مسجلين في اللوائح الانتخابية .
ومباشرة بعد بلاغ الداخلية الذي تلاه محمد حصاد يعلن فيه أن العدالة والتنمية فازت ب99 مقعد والاصالة والمعاصرة ب80 مقعد والاستقلال ب 31 مقعد بالاضافة الى باقي الاحزاب التي اقتسمت باقي المقاعد ، مباشرة عمت الفرحة بين المناضلين والمناضلات ورفعت شارات النصر وشاهدنا زعماء بوجه “قاسح” وهم يتسابقون للادلاء بالتصريحات الصحفية على ان كل واحد منهما حقق نصرا مهما وسحق الاخر ، لكن في حقيقة الأمر ان لا أحد من هؤلاء الزعماء واحزابهم انتصر ، وتلك الحقيقة يعرفونها جيدا ، نصر بطعم الهزيمة النكراء .
فديموقراطيا ، فغالبية الشعب من الناخبين قالوا كلمتهم ، وعبروا عن استيائهم من هاته الأحزاب المستبدة ،التي همها الواحد الوحيد هو الكراسي ، لا يهمها هموم الشعب ومصلحته ، بقدر ما يهمهم الراتب الوزاري والبرلماني الشهري والتعويضات ،والحصانة ، ووو..
فنحن متأكدين أن هؤلاء الزعماء فرحون ظاهريا ومتألمون باطنيا ، فهم يعلمون أنه إذا صوت عنهم 6 ملايين ناخب مغربي ،واقتسموا اصواتهم ، فإن 9 ملايين ناخب مغربي لم يتوجهوا الى مكاتب التصويت وقاطعوا الانتخابات ، وقالوا كلمتهم الفصل للاحزاب وهي :” أيها الأحزاب لا تفرحوا واخجلوا من أنفسكم جميعا ..فازت ارادة الشعب “.
نعم 9 ملايين تقول لهم لا نثق فيكم وفي برامجكم ووعودكم الكاذبة ، 9 ملايين رقم كاف لكي يخجل بن كيران والعماري وشباط من أنفسهم ،ويستحيوا وهم يرفعون شارة النصر ، 9 ملايين ناخب لقنتهم درسا لن ينسوه في حياتهم ، 9 ملايين وجب عليهم أمامها أن لا يجرؤوا ويقولوا :” بغانا الشعب ” وهل الشعب هو 6 ملايين من بين 15 مليون ناخب مغربي ، ضمن 40 مليون مغربي .
لماذا لا يقلب هؤلاء الزعماء الاية ويقولوا صوتت لنا 6 ملايين فقط وفيها الملغاة ، في حين أن 9 ملايين الغالبية العظمى لم تصوت ولم تتوجه لمكاتب التصويت ، ويعترفوا بهزيمتهم النكراء ويقولوا :” رفضنا الشعب وعاقبنا الشعب ” بدل ” بغانا الشعب”.
ألم يحن الوقت لتراجع الأحزاب نفسها وتصلح حالها وتطبق كلام الملك الذي طالما عاتبها ، وأحرجها ، وأن تقف الى جانب الشعب المغربي ، وتفرح لفرحه ،وتبكي لبكائه ، لا أن تلهث وراء الحصانة والسيارة والتقاعد والرواتب ، وأكثرهم ينهب ثروات البلاد ويزيد من فوقها ثروات العباد .