موحا الفرقي
لا يمكن ان تمر حادثة سير دمنات مرور الكرام، خصوصا وأنها ازهقت أرواح 24 شخص من نفس الدوار، ذنبهم انهم لم يجدوا وسائل نقل ملائمة تنقلهم بكرامة إلى وجهاتهم.
فالفاجعة هزت الرأي العام المحلي بإقليم أزيلال والوطني والعالمي أيضا، حيث تم تداولها على كبريات القنوات الإخبارية العالمية، وهذه الدول لا يمكن ان تتفهم أسباب الحادث التي كشف عنه بيان توضيحي مجهول الهوية يرجح انه للسلطة، هذه الأسباب التي حملت للسائق رحمه الله المسؤولية من خلال السرعة وعطب الفرامل، وهو بيان غير مفهوم في هذا التوقيت بالضبط، حيث كان من المفروض ان تتم مواساة عائلات الضحايا في هذا المُصاب الجلل بدل الدخول في جدال لا فائدة منه.
فلا يعقل ان نحمل السائق المسؤولية لوحده فقط، فالمسؤولية مشتركة بين مختلف القطاعات، والصواب هو ان نترك الحسابات والاتهامات جانبا، وان نعيد قراءة متأنية في مسببات مثل هذه الحوادث التي لا نسمع عنها في المدن او حتى القرى المغربية التي تصلها وسائل النقل وتعبد إلى دواويرها الطرقات والمسالك، وتوضع في منعرجاتها الخطيرة الحواجز الحديدية وعلامات التشوير، و تقرب منها الأسواق والمحلات التجارية… إذن كما قلنا فالمسؤولية مشتركة ولا يمكن أن نلقي باللائمة على طرف بعينه.
فبوقوع مثل هاته الحوادث يتبين انه لابد من إعادة النظر في الطريقة التي توزع بها المشاريع على الدواوير التابعة لإقليم أزيلال، فعلى الداخلية وممثلها عامل الاقليم محمد عطفاوي مراجعة شاملة واستراتيجية للمشاريع المخصصة للجماعات، وإعداد دراسة تقنية تستطيع ان تعطي الحلول لفك العزلة عن الدواوير التي لم تستفد بعد، وتزويدها بالمتطلبات الضرورية مثل المدارس والمستوصفات، و المسالك والكهرباء والماء، ولعل اعتصام دواوير ضواحي تيفرت نايت حمزة نموذجا لهذا الاقصاء الذي تعاني منه بعض الساكنة خصوصا وان مطلبهم بسيط هو إتمام بناء وحفر بئر بدوارهم.
كما يجب على عمالة أزيلال ان تقطع مع الريع الذي من شأنه استنزاف صندوق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خصوصا وان الحكومة والداخلية تعتزم التطبيق السليم للنسخة الثالثة من المبادرة، والتي تروم ملامسة المشاكل التي تعيشها الساكنة من خلال انجاز المشاريع التنموية المدرة للدخل.
لا أحد ينكر المجهود الكبير لعامل إقليم أزيلال الذي تمكن من فك العزلة على عشرات الدواوير، وربطها بالمسالك و الطرقات، وبالكهرباء والماء. بالاضافة الى قربه من هموم المواطنين وتنقله بين دواويرهم، إلا ان مثل هذه الحوادث تعيد كل هذه المجهودات إلى نقطة الصفر، وتسوق صورة سلبية للخارج ويستغلها أعداء الوطن لتوجيه انتقاداتهم للمغرب الذي قطع اشواطا طويلة في مسلسل التنمية ولايمكن ان نقارن ما وصل إليه من تقدم اقتصادي وتكنولوجي في مختلف الميادين بحوادث يمكن ان تقع حتى في الدول الكبرى.