هشام بوحرورة
منذ تعيينه على رأس عمالة إقليم خنيفرة، أطلق العامل محمد عادل إهوران سلسلة من المبادرات التنموية التي أعادت الأمل إلى ساكنة المدينة، من خلال تحسين جودة الحياة وتعزيز جاذبية الفضاءات العمومية، سواء عبر تأهيل المناطق الخضراء أو دعم الحركة الرياضية، في مقاربة تنموية متكاملة توازن بين البعد البيئي والاجتماعي.
ففي الشق البيئي، أطلق عامل الإقليم منتصف أبريل الماضي مشروعا طموحا لصيانة وتدبير الفضاءات الخضراء والحدائق العمومية، شمل 12 موقعا أساسيا، من أبرزها حديقة المسيرة، وحديقة الشلال، وضفاف وادي أم الربيع. وقد شرع في تهيئة هذه الفضاءات بشكل يومي، مع اعتماد نظام سقي منتظم، وإعادة تأهيل البنية النباتية، إضافة إلى توفير معدات عصرية وموارد بشرية مؤهلة، ما حول هذه المواقع إلى متنفسات حقيقية لساكنة المدينة، في إطار رؤية تروم الاستدامة والجاذبية.
ومن بين أبرز هذه المشاريع، تبرز إعادة تهيئة منتزه الشلال، الذي أعيد افتتاحه مؤخرا ليصبح وجهة مفضلة للعائلات ومكاناً مثالياً للراحة والنزهة. وقد خلف هذا المشروع ارتياحا واسعا لدى المواطنين، وشكل نقطة انطلاق نحو إحياء علاقة جديدة بين الساكنة وفضائها العمومي.
أما على المستوى الرياضي، فقد أبان العامل عن تفاعل ملموس مع أزمة فريق شباب أطلس خنيفرة لكرة القدم، حيث عقد سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولي النادي لتجاوز العقبات المالية والإدارية التي كانت تهدد مساره. كما تدخل لدى العصبة الوطنية لرفع الحظر عن الانتدابات، ما مكن الفريق من تعزيز صفوفه في مرحلة حاسمة من البطولة.
ولم يقتصر دور العامل على الدعم الإداري، بل تجسد أيضا في حضور ميداني وتحفيز معنوي، أبرزه زيارة مفاجئة لحصة تدريبية للفريق، عبر خلالها عن دعمه ومواكبته لمسيرته، فضلا عن زيارته للملعب البلدي قبل مباراة حاسمة ضد مولودية وجدة، أعلن خلالها عن تخصيص دعم مادي للاعبين مقابل تحقيق الفوز، ما أسهم في رفع المعنويات وتعبئة الجمهور المحلي خلف الفريق.
هذه المبادرات لاقت ترحيبا واسعا من الفعاليات المدنية والرياضية، التي اعتبرتها تجسيدا لمقاربة جديدة في تدبير الشأن المحلي، تقوم على القرب من المواطنين، والاستثمار في المجالات التي تلامس حياتهم اليومية، كالبيئة والرياضة، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لجودة العيش.
وفي سياق متصل، تأمل فعاليات محلية أن تمتد هذه الدينامية لتشمل جوانب أخرى من الفضاء العام، من خلال التدخل لإعادة تنظيم الإشارات المرورية، وإحداث مواقف للسيارات قرب المنتزهات لتسهيل التنقل والتقاط الصور، وكذا التدخل لإصلاح الخيمة الأمازيغية بساحة أزلوا، التي تعد جزءا من الذاكرة الثقافية للمنطقة، إلى جانب إصلاحات طفيفة تطال ساحة أزلوا ذاتها، بما يعزز من جماليتها ويعيد لها إشعاعها الحضري والتاريخي.
وتؤشر هذه التحركات على إرادة قوية من السلطات الإقليمية لتحويل خنيفرة إلى نموذج للتوازن بين الجمال الحضري والرعاية الاجتماعية، في أفق جعلها مدينة أكثر حيوية وارتباطا بمواطنيها، وهذا هو النموذج الذي ترى فيه فعاليات مدنية ضرورة تعميمه على باقي مدن الجهة خصوصا عاصمتها بني ملال.