ما الذي لم يحققه مستشارونا وهُم منتخبون جماعيون، وسيحققونه وهُم برلمانيون؟!

15 سبتمبر 2016
ما الذي لم يحققه مستشارونا وهُم منتخبون جماعيون، وسيحققونه وهُم برلمانيون؟!

حميد رزقي

ما أثار انتباهنا ونحن نتابع سيناريو الاستعدادات الجارية للانتخابات التشريعية  بإقليم الفقيه بن صالح، هو هرولة العديد من المنتخبين بالجماعات الترابية إلى أحضان وكلاء اللوائح بحثا عن مواقع مريحة ، لكن بتاريخ ابيض وبحصيلة وعود لا أقل ولا أكثر، الأمر الذي  خلف انتقادات واسعة للوضع خصوصا بالجماعات الترابية التي تعرف تدبيرا  أشبه بخطوات السلحفاة.

وبلدية سوق السبت واحدة من الجماعات الترابية التي تعرف هذا النوع من الجدال بعدما تسربت أخبار تفيد أن رئيسها سيشارك في الانتخابات البرلمانية على الرغم من أن واقعها التدبيري لا يكشف حقيقة عن طفرة نوعية من شأنها أن تخلق تعاطفا قويا مع الرجل ،لأنه إلى حدود الساعة لازالت اغلب الملفات التي ثم رفعها في الحملات الانتخابية عالقة ، كما أن مختلف المشاريع التنموية  سواء التي لازالت في (ستوك) أو التي تجري بها الأشغال حاليا هي ماركة مسجلة باسم المجلس السابق ووحدها حسب علمنا بعض طلبات السند التي نالت قدرها من النقد ،هي التي تنسب إلى المجلس الحالي على الرغم من تناغم أغلبيته.

ووضع كهذا، وان كان في واقع الأمر جد عادي بالنظر إلى المسافة الزمنية في تاريخ المجلس، إلا انه يبقى مؤشرا قويا على تأخر المجلس الحالي في  بدء تنزيل الوعود الانتخابية على ارض الواقع ، بل أكثر من ذلك انه كان سببا في توالد عدد من الأسئلة المقلقة لدى الرأي العام، تهمُّ بالخصوص الغاية من المشاركة السياسية لهذه الوجوه التي لازالت صفحات انجازاتها بيضاء، وعما إذا كان الأمر في بعده يتعلق بشغف الكراسي أو التموقع السياسي الأفقي، بدل الارتباط بهموم الساكنة وقضاياها الاجتماعية التي بقيت مجرد دوال بدون دلالة والنموذج ما تمّ تقديمه قبل الحملة الانتخابية الجماعية  للجيوب الهامشية من حلول مفبركة للملف الاجتماعي: (الماء والكهرباء والصرف الصحي  والطرق.. ) لذلك، يبقى السؤال الأهم هو ما  القيمة المضافة من هذا الفعل السياسي        ( المشاركة)  ، إذا كان  البعض من هؤلاء لم يستطع إلى حد الساعة تقديم إجابات واقعية على انتظارات الساكنة التي هي اقرب إليه  من حبل الوريد فما بالك  قدرته على الاستجابة لانتظارات شعب بكامله وهو في قبة البرلمان.

وعليه أعتقد أن رفاقنا المهرولون إلى الأعلى لا يستلهمون حقيقة قول الخبراء  على ” إن العلامة المحلية هي السبيل إلى العالمية” ولا  يدركون  أو لا يريدون أن يدركوا أن الطريق الأنسب لبلوغ القمة هو الانطلاق مما هو محلي عبر التفاعل والتواصل مع الساكنة والاستجابة الفورية لأولويات المطالب والدود عن كرامة المواطن والنهوض بمختلف القطاعات ..، لأنه دون ذلك لن يكون الطموح سوى نور في نفق بثقب اصغر بكثير من حلم هو في واقع الأمر  سيولد موؤودا بتجارب  سابقة ورّثت الكراسي من السلف إلى الخلف دون أن تقدم الكثير ، وأصبحت  اليوم تستنجد بالصالح والطالح لضمان استمرارية أشبه بالسراب؟؟؟

الاخبار العاجلة