عاجل…تفاصيل دقيقة وحصرية حول جريمة “مولات الباليزة” بالفقيه بن صالح:”لم يتم بعد العثور على جثة “أمي عايشة” ولم يتم بعد إعادة تشخيص الجريمة”(تحقيق)

30 أغسطس 2021
عاجل…تفاصيل دقيقة وحصرية حول جريمة “مولات الباليزة” بالفقيه بن صالح:”لم يتم بعد العثور على جثة “أمي عايشة” ولم يتم بعد إعادة تشخيص الجريمة”(تحقيق)

تحقيق / عبد المجيد تناني

 

انتشار الإشاعات والمُغالطات 

من أجل الربح المالي فقط ودون الإلمام بأبسط تقنيات تحرير الخبر الصحفي، ودون أبسط عناء أو مجهود تسابق العديد من اليوتوبرس من أجل تقديم معطيات كاذبة ومن نسج الخيال أو اعتمادا فقط على أحاديث الناس البسطاء في الشارع حول قضية “مولات الباليزة” وما سموه ب “قضية أمي عائشة” مما يمكن اعتباره تضليلا او تهويلا أو على الأقل تقديما وعرضا لمعطيات كاذبة. آخر هاته المزاعم الكاذبة أن المصالح الأمنية بمدينة الفقيه بن صالح قد قامت بإعادة تشخيص الجريمة في سرية تامة، حيث يجهل هؤلاء اليوتوبرس أن العملية تتطلب أولا العثور على جثة الضحية، كما أضافت مخيلة هؤلاء المدعين بأن فرق الوقاية المدنية قد تمكنت من جمع أشلاء الضحية من ثلاثة آبار متباعدة وإخضاعها للتشريح الطبي وبأنه سيتم تسليمها لأهالي الهالكة من أجل الدفن!!!؟؟؟؟

هذا مجرد غيض من فيض الادعاءات والمعطيات المغلوطة التي تسابق الكثيرون لنشرها وبثها بهدف واحد هو الإثارة والربح وجذب أكبر عدد من المشاهدات دون ادنى جهد في سبيل جمع المعطيات والتحقق من صحتها، وحتى قبل اكتمال البحث الجاري في النازلة تحت إشراف النيابة العامة المختصة.

 تفاصيل حصرية وموثوقة حول الجريمة: بداية القصة وزنا المحارم وانتقام…

بداية القضية انطلقت حين علمت الهالكة ( عائشة.خ من مواليد 1957) أن المتهمة مولودة .ش ( من مواليد 1970 مطلقة تمتهن التسول ) على علاقة جنسية بولدها بالتبني المدعو يوسف. ز (البالغ من العمر 19 سنة) وذلك بحكم الجوار وتقابل نافذة بيت الضحية بنافذة غرفة نوم المشتبه فيهما ، وتأكد هاذين الأخيرين أن الضحية شاهدتهما في وضعية تلبس بممارسة الجنس، حيث تولدت في ذهنيهما فكرة التخلص منها مخافة الفضيحة. هذا المعطى لم تخفه الهالكة عن شقيقتها المتواجدة بالديار الأجنبية خلال اتصالاتهما الهاتفية المتكررة خصوصا وأنه كان سببا في توتر العلاقة بين الضحية عائشة وغريمتها مولودة وازدياد حدته على مدى السنتين الأخيرتين.

وفي الأسبوع الأخير من شهر يوليوز 2021 انقطع التواصل الهاتفي نهائيا بين الراحلة عائشة وشقيقتها المقيمة بالخارج إذ لم تعد ترد على مكالماتها مما أثار قلقها وعجل بعودتها إلى مدينتها الأم الفقيه بن صالح حيث بادرت يوم 2 غشت 2021 إلى تقديم بلاغ بحث عن أختها لفائدة العائلة لدى المصالح الأمنية. وازدادت مخاوف وشكوك أهالي المختفية بعد ظهور مقطع فيديو صوره أحد أبناء الجيران تظهر فيه المدعوة مولودة وهي تجر حقيبة سوداء من الحجم الكبير بصعوبة كبيرة من منزلها الكائن ببلوك رقم 4 بحي أولاد سيدي شنان بمدينة الفقيه بن صالح باتجاه مجهول. مقطع الفيديو المذكور كان نقطة انطلاقة الأبحاث والتحريات المكثفة التي قامت بها مختلف فرق وعناصر المنطقة الإقليمية للأمن بالفقيه بن صالح في كل الاتجاهات والمسارات في محاولة لفك لغز اختفاء الفقيدة عائشة وكشف سر الحقيبة السوداء الكبيرة.

أبحاث الامن تفك اللغز

مجهودات وأبحاث ميدانية وتقنية مكثفة لم تفض إلى شيء قبل العودة إلى معلومة قيمة كانت شقيقة المختفية أفادت بها المحققين حول العلاقة الجنسية القائمة بين المسماة مولودة .ش وولدها بالتبني المدعو يوسف. معلومة تعامل مها التحريون بذكاء وأهمية واستثمروها من أجل فك لغز هذه القضية التي تفاعل معها بقوة الرأي العام المحلي والجهوي والوطني وأصبحت موضوع الكثير من الشائعات والأخبار المتناقضة والكاذبة.

مجهودات وأبحاث رجال الحموشي بالفقيه بن صالح تواصلت بالليل والنهار من أجل توقيف المشتبه بها الرئيسية وكذا ولدها بالتبني اللذين اختفيا مباشرة بعد اختفاء السيدة عائشة. تحركات شملت عدة مدن ومراكز وقرى سابق خلالها المحققون الزمن دون أن يعثروا للمشتبه فيهما ولا للمختفية عائشة على أثر وكان الأرض ابتلعتهم.لكن نقطة التحول الرئيسة في مجريات البحث كانت يوم الخميس 26 غشت 2021 زوالا حين تمكنت عناصر الشرطة من توقيف المشتبه فيها مولودة على مستوى زنقة باب الثلاثاء وسط مدينة الفقيه بن صالح بمجرد عودتها من خارج المدينة وهي ملثمة وتضع كمامة وقائية حيث أفضت الأبحاث التمهيدية معها إلى كشف مكان تواجد ولدها بالتبني، فقامت فرقة خاصة من شرطة المدينة بالتنقل إلى مدينة قلعة السراغنة وتوقيف المعني بالأمر من داخل محل لإصلاح السيارات(ميكانيك) بعد أن قصد تلك المدينة رفقة المتكفلة به مولودة يوم 27 يوليوز 2021 واكثروا غرفة بها تخفيا وهروبا من ملاحقة الشرطيين. هذا ومكن البحث مع الشاب يوسف من كشف بعض تفاصيل قضية “أمي عائشة” التي تحولت من قضية اختفاء إلى جريمة قتل مكتملة الأركان.

ابن بالتبني متهم بالقتل والأم يشتبه انها تخلصت من الجثة المفقودة 

فقد أفادت مصادرنا أن الشاب الموقوف قد باغث الضحية عائشة يوم 25 يوليوز 2021 بباب منزلها وخنقها بيديه بقوة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة تحت أنظار والدته بالتبني مولودة وبتخطيط منها، ثم سحبها باتجاه المنزل الذي يقطنان به إذ تم وضعها في كيس ( خنشة ) ثم بداخل الحقيبة السوداء التي ظهرت المشتبه فيها مولودة تجرها في مقطع الفيديو المتداول، كما قاما بحرق الهاتف المحمول للضحية من أجل طمس معالم الجريمة وعرقلة وصول الشرطة إلى مكان الجثة. بعدها تم نقل الحقيبة وبداخلها جثة الضحية عائشة على متن عربة مجرورة بواسطة حصان (كارو) باتجاه مدخل حي باب الخميس وسط مدينة الفقيه بن صالح.

إلى حدود هنا انتهت المعطيات الحقيقية المتوفرة والمحالة في ملف الأبحاث الضخم على العدالة في ظل إنكار المشتبه فيها مولودة وعدم إدلائها بأية تصريحات تفيد في الكشف عن مصير الجثة ولا كيف وأين تم التخلص منها أو نقلها من باب الخميس إلى مكان آخر.

قضاء ينظر في الجريمة وأمن يواصل الأبحاث

هذا وبعد انقضاء فترة الحراسة النظرية بالنسبة للموقوفين مولودة وولدها بالتبني وعشيقها في نفس الوقت المدعو يوسف تمت إحالتهما في حالة اعتقال على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف ببني ملال يوم الأحد 29 غشت 2021 ،من اجل تهم تتعلق بارتكاب جريمة قتل عمدا مع سبق الإصرار والترصد وإخفاء الجثة، والذي قرر إيداعهما بالسجن المحلي ببني ملال قيد الاعتقال الاحتياطي في انتظار محاكمتها من أجل المنسوب إليهما، فيما سيستمر البحث من طرف عناصر فرقة الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بالفقيه بن صالح من أجل الكشف عن مكان الجثة وإعادة تشخيص هذه الجريمة الشنعاء الذي اختلط فيها سوء الجوار بزنا المحارم والحقد والرغبة في الانتقام بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والإنكار ومحاولة تضليل الأبحاث تهربا من تحمل مسؤولية الجناية المرتكبة.

الاخبار العاجلة