تاكسي نيوز / بقلم موحي خويا
في ساعة ما يوم 15/01/1994 بالمغرب الغير النافع قمم جبال الاطلس “تيزي نسلي”.كانت هناك امرأة تتحمل بجد ألم المخاض وتكتم صيحاتها كأي بدوية اعتادت قسوة الزمن وقسوة الطبيعة وتمرد البرد القارس فصار لها قلب فيه من الحنان ما يكفي ليسع العالم وفيه أيضا من الصبر ما يكفي ليواسي المكلومات وحزانى العالم.
في ذاك الزمان والمكان خرج طفل إلى هذا العالم، وصاح باكيا كما يصيح الأطفال ومن حوله يزغرد…حققتُ حلم والدي بأن صار له ولدٌ ذكر سيحفظ له إستمرار لقبه العائلي،ويسند عليه لحظة وهن.
كَبرتْ وترعرعتَ وسط قرية “تيزي” اهلها جلهم عمال و مياومون بعضهم تجاوز الخمسين سنة ولازال القدر لم ينصفه في ترك “البالا و الفاس” يصارعون الزمن لتوفير قطعة خبز.
حرصت امي رغم الضروف والفقر والقهر والحرمان و..و..و…على إدخالي للمدرسة كي آتعلم “فك الحرف “وان اصبح بعد فكه معلما او شرطيا…
دخلت للمدرسة حملا معي ذلك الحلم. ومع كل عبارة ” ينتقل” التي يكتبها المدير بخط رديئ في أسفل ورقة النقط، يقدمونها لك آخر كل موسم. أمسك تلك الورقة بيدين مرتعشتان لازال أثر الحلوى التي جمع التلاميذ ثمنها، عالقاً بأصابع يدي، فأجري صوب وامي و أحتضنها مفشيّا لها بسر نجاحي، فترسم قبلة فخرٍ. فهمت ذلك الشعور حين كبرت.
لم تعد ذاكراتي تحتفظ بايام الابتدائي ولا اسماء المعلمين كل ما اتدكره هو “سي باسو”معلم القسم “الخامس”، الرجل القصير القامة وهو يلبس بذلته الرمادية، وعلى مكتبه كتاب مدرسي و قرورة ماء و بجانبه عصى قصير نزعها من شجرة ربما التفاح او البلوط ،في بعض الاحيان يجمعنا و يمدنا ببعض الآلات و يحثنا على غرس شجيرات و شتائل ورد بجنبات الأقسام. نفعل ذلك بزهو ، هو ذلك الرجل الذي تمنيت أن أصيّر مثله حين أكبر، نظرته لنا وهو يشرح درس “الصرف والتحويّل” تجعلنا نصغي إليه، خائفين أن تشير أصبعه لأحدنا كي يتّم قراءة النص، و إن زاغ المشارُ إليه وتلعثم فالعصى الممدة على مكتبه، ستهوي عليه غير أبهة بصرخة الألم التي تنبعث من فمه. كل صباح كان يستظهِرنا درس مساء اليوم الماضي. كانت صباحات باردة، نقاوّم برودتها ، و نلف أجسادنا بمعاطف ثقيلة أكمامها تصلح لمسح المخاط المتدلي من أنوفنا. نعبر الطريق الفاصلة بين المنزل “اسقيف” والمدرسة في إسترجاع ما حفظناه ليلا. الخوف ينسينا بعضه والرغبة في تفاديّ “التفليقة” يجبرنا على إستحضار ما نسيناه بالقوة. مرات كثيرة ذاقت فيها يديّ حر عصى. طيلة اليوم و أنت تُبرد في الحرّ الذي سببته لك. نمسك بحديدة”القِماطر” و نستعين ببرودتها محاوليّن مصّ تلك البرودة بمسام جلدنا .
نمتْ أطرافي و حلمت ان احصل على شهادة الابتدائي،هي تدكرة عبور نحو الاعدادية وانهاء سنوات الرصاص “تفليقة” او “تكرامت” كما يسميها “سي حميد معلم “السادس” فاختلظ الحلم بها مع الخوف من عدم الحصول عليها حلفني الحظ حين نجحت في إمتحان، إنه أول إختبار لنا مع الحياة. تجلس وحيدا أمامك ورقةٍ بيضاء و معلمان يحرسونك كسجين، العرق يتصبب بسبب خوفك بأن تفشل في أول حاجز نصبوه أمامك. الحلم يكبر حين تجيب على السؤال الأول
مرت السنوات متسارعة، لا نبالي بمرورها إلا حين نودع زملاء القسم مع نهاية السنة…
….يتبع…
- ياربي السلامة والله يرحمو… جوج شبان دابزو بالجنوي والعصا ومات واحد فيهم والاخر دخل للانعاش والسبب “درية”!
- يالطيف… طائرات “كنادير” لإخماد حريق غابوي خطير أجهز على عشرات الهكتارات بجبال إقليم أزيلال
- تفهم تحماق!… طاكسيات بني ملال يستغربون وضع حاجز اسمنتي يمنعهم من العودة للمدينة من طريق الفقيه بن صالح ويصرخون :” طريق العودة مغلق والدرك في الانتظار فما هذا العبث يا مسؤولين وهل نرجع كيلومتر للخلف نحو الرومبوان!”
- ردو لبال وبينهم مدن جهة بني ملال… مديرية الارصاد تاتنبه المغاربة من حرارة مرتفعة وشرگي بعدد من المدن = نشرة مستوى برتقالي=
- هذي مزيانة… أزيد من 300 مستفيد ومستفيدة من قافلة طبية ببين الويدان في عدة تخصصات وأدوية مجانية وتجهيزات لدار الطالب والطالبة
- للأسف… محكمة الاستئناف تؤيد الحكم بسجن الصحافي حميد المهدوي وتعويض مالي 150 مليون سنتيم لفائدة وهبي وزير العدل
- المنتخب الوطن المغربي لكرة القدم داخل القاعة لأقل من 17 سنة يفوز بلقب الدوري الدولي الودي “كاسترو يل ريو”
- عاجل وياربي السلامة والله يرحمو… طوموبيل عائلية ضربات واحد الراجل ومات فلبلاصة فالطريق بين الفقيه بن صالح والبرادية
- الله يلطف بنا… استمرار موجة الحرارة بعدد من المناطق وهذه مقاييسها = نشرة جوية=
- أسعار صرف أهم العملات الأجنبية مقابل سعر الدرهم المغربي