عمر بولمان
في أعماق الأطلس الكبير، وعلى مسافة تفوق 70 كيلومترا من مدينة أزيلال، التأمت ساكنة جماعة أيت بوكماز، مساء أول أمس الخميس، في لقاء موسع ، لمناقشة الوضع التنموي الذي يصفه العديد من السكان بـ”المجمد”، في منطقة تعرف بجمالها الطبيعي وتنوعها الثقافي، لكنها تعاني في المقابل من تهميش مستمر وشبه غياب للمشاريع التنموية.
وخلص الاجتماع إلى تشكيل لجنة محلية ستشرف على تنظيم مسيرة احتجاجية سلمية، حدد تاريخها في صباح يوم الأربعاء المقبل، في اتجاه مقر عمالة إقليم أزيلال، للمطالبة بتدخل عاجل لمعالجة جملة من الإشكالات التي تمس حياة المواطنين بشكل يومي، في ظل ما يعتبرونه تجاهلا متكررا من الجهات الوصية.
وتتمثل أبرز المطالب في إصلاح وتأهيل الطروق، التي تشكل شريان الحياة للمنطقة. فخلال فصل الشتاء، تتحول هذه المسالك إلى طرق وعرة وشبه مغلقة، مما يجعل التنقل أمرا في غاية الصعوبة.
كما عبر المواطنون عن استيائهم من الشروط الإدارية المتعلقة برخص البناء، خاصة تلك التي تلزم السكان بالحصول على تصميم التهيئة، وهو ما اعتبروه مطلبا غير واقعي في منطقة قروية نائية تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية. وأكدوا أن هذا الشرط يحرم العديد من الأسر من تشييد مساكن لائقة تؤويهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة.
إلى جانب ذلك، ناقش الحاضرون استمرار غياب شبكة الأنترنت بمختلف أشكالها، الأمر الذي يزيد من عزلة المنطقة ويعيق فرص الاستفادة من التعليم عن بعد والخدمات الرقمية، التي أصبحت ضرورية في الحياة اليومية للمواطن. وطالبت الساكنة بربط الدواوير بشبكة الألياف البصرية (الفايبر أوبتيك) كخطوة أساسية للخروج من العزلة الرقمية.
ومن بين المطالب الإضافية التي طرحت خلال الاجتماع، أشار المتدخلون إلى معاناة السكان من قلة نقاط تعبئة واستخلاص فواتير الكهرباء في الجماعة، حيث توجد نقطة واحدة فقط في أيت بوكماز لا تفي بالغرض، نظرا للكثافة السكانية المرتفعة واتساع رقعة الجماعة. وطالبت الساكنة بإحداث نقطتين إضافيتين على الأقل، لتقريب هذه الخدمة الأساسية من المواطنين والتخفيف من مشقة التنقل والازدحام، خاصة بالنسبة لكبار السن والنساء.
كما سجل الاجتماع مطلبا محوريا يتعلق بضرورة إنشاء ملعب لكرة القدم، يتيح لشباب المنطقة فضاءً مناسباً للتكوين الرياضي والترفيه، ويشكل بديلاً آمناً يحميهم من مخاطر الانحراف ويعزز حضور الرياضة في المنطقة.
ومن جهة أخرى، عبر المواطنون عن قلقهم من انعدام الطبيب الرئيسي بالمركز الصحي ، مما يدفع المرضى إلى التنقل لمسافات طويلة طلبا للعلاج، في منطقة جبلية يصعب فيها الوصول إلى المرافق الصحية في الوقت المناسب.
واختتم الحاضرون اجتماعهم بالتأكيد على أن تحركاتهم ستكون ملتزمة بالقانون وبعيدا عن العنف، مؤكدين أن النضال من أجل حقوق أيت بوكماز لن يتوقف، وأنهم يرحبون بتضافر جهود الجميع.
