دوار سرمت بأيت بوكماز يعلن انطلاق موسم الحصاد وسط تفاؤل الفلاحين : تساقطات أنعشت آمالهم وسنابل مملوءة تفرح قلوبهم

هيئة التحرير13 يونيو 2025
دوار سرمت بأيت بوكماز يعلن انطلاق موسم الحصاد وسط تفاؤل الفلاحين : تساقطات أنعشت آمالهم وسنابل مملوءة تفرح قلوبهم

عمر بولمان

مع اقتراب نهاية فصل الربيع، بدأت ساكنة دوار سرمت، الكائن في قلب سهل أيت بوكماز، أولى مراحل موسم الحصاد لهذا العام، وسط أجواء من الأمل والتفاؤل.

فبعد سنوات من التراجع بسبب الجفاف، جاءت التساقطات المطرية الأخيرة لتبعث الحياة مجددا في الحقول، وتنعش آمال الفلاحين بموسم أفضل.
وقد استبشر سكان الدوار خيرا بهذه الانطلاقة المبشرة، خاصة مع تحسن ملحوظ في جودة ووفرة المحاصيل، وعلى رأسها الحبوب التي تعد الركيزة الأساسية للزراعة البورية في المنطقة. يقول الفلاح إسماعيل تقاروت، أحد أبناء الدوار: “الحمد لله، الأمطار الأخيرة أنقذت الموسم. نرى اليوم السنابل مملوءة، والأرض أعطت بسخاء… المشكل الوحيد هو ارتفاع أسعار اليد العاملة، وهو ما يرهق كاهل الفلاح الصغير.”

في دوار سرمت، ينطلق يوم العمل في الحقول باكرا، حيث تبدأ عمليات الحصاد منذ الساعة الخامسة صباحا وتمتد إلى حدود الثانية زوالا، وهي وتيرة تراعى فيها الظروف المناخية والجسدية، خاصة مع اشتداد الحرارة خلال النهار.

ويرافق هذا الجدول الزمني نمط معيشي متوارث، يشمل تناول وجبتين خفيفتين في الحقول: الأولى في حدود الساعة الثامنة صباحا، والثانية حوالي الساعة الحادية عشرة.

عادة ما يحضر أحد أفراد العائلة هذه الوجبات إلى موقع العمل، حيث يتم تناولها جماعيا تحت ظل الأشجار أو بجوار السنابل في مشهد يعكس الروح الجماعية والتكافل العائلي. أما وجبة الغداء الرئيسية، فيتم تناولها بعد نهاية العمل، حوالي الساعة الثانية بعد الزوال، عقب العودة إلى البيت.

ورغم بعض التحديات، وعلى رأسها ارتفاع تكاليف اليد العاملة، فإن الفلاحين يعكفون حاليا على تنظيم الحصاد وتخزين المحاصيل في البيوت أو في المخازن التقليدية، استعدادا لموسم يعتمدون فيه بشكل أساسي على مردود الأرض.
ويبقى هذا الموسم بالنسبة لأهالي دوار سرمت فرصة ثمينة لتجديد العلاقة بالأرض، واستعادة تقاليد زراعية أصيلة طالما شكلت جزءا من هوية الإنسان الأمازيغي في ربوع الأطلس الكبير.

وفي ظل هذه الظروف الطبيعية المواتية، يأمل الفلاحون أن تستمر دورة الخير، وأن يكون هذا الموسم بداية لعودة التوازن إلى نمط عيشهم القائم على الزراعة، في منطقة لا تزال تعاني من الهشاشة والتهميش، لكنها تتمسك بالأمل وبالعمل في سبيل غد أفضل.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة