عن إسلام ويب
ما حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وما مدى صحة أقوال بعض كبار علماء الأمة في مشروعيته؟
1- قال ابن تيمية رحمه الله: (فتعظيم المولد، واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس, ويكون له فيه أجر عظيم؛ لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم لابن تيمية (1/297)
2- قال الإمام أبو شامة شيخ الإمام النووي رحمهما الله: ( ومن أحسن ما ابتدع في زماننا، ما يفعل كل عام في اليوم الموافق ليوم مولده صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم من الصدقات، والمعروف, وإظهار الزينة والسرور؛ فإن ذلك مع ما فيه من الإحسان للفقراء، مشعر بمحبته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم, وتعظيمه في قلب فاعل ذلك, وشكرا لله على ما من به من إيجاد رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الذي أرسله رحمة للعالمين) السيرة الحلبية لعلي بن برهان الدين الحلبي (1/83- 84)
3- قال الإمام السخاوي رحمه الله: ( لم يفعله أحد من السلف في القرون الثلاثة, وإنما حدث بعد, ثم لا زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن يعملون المولد, ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات, ويعتنون بقراءة مولده الكريم, ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم) السيرة الحلبية لعلي بن برهان الدين الحلبي (1/83- 84)
4- قال الإمام ابن الجزري رحمه الله: ( من خواصه أنه أمان في ذلك العام, وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام) السيرة الحلبية لعلي بن برهان الدين الحلبي (1/83- 84)
5- قال الإمام السيوطي رحمه الله: ( هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها؛ لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف) الحاوي للفتاوي (1/292)
6- وقال أيضا: ( يستحب لنا إظهار الشكر بمولده صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم, والاجتماع, وإطعام الطعام, ونحو ذلك من وجوه القربات, وإظهار المسرات) الحاوي للفتاوي (1/292)
7- وقال أيضا: ( ما من بيت، أو محل، أو مسجد قرئ فيه مولد النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، إلا حفت الملائكة أهل ذلك المكان, وعمهم الله تعالى بالرحمة والرضوان) الوسائل في شرح المسائل للسيوطي.
8- قال الإمام ابن الحاج رحمه الله: ( فكان يجب أن نزداد يوم الاثنين الثاني عشر في ربيع الأول من العبادات, والخير شكرا للمولى على ما أولانا من هذه النعم العظيمة؛ وأعظمها ميلاد المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) المدخل (1/361)
9- قال الإمام زيني دحلان رحمه الله: (ومن تعظيمه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الفرح بليلة ولادته, وقراءة المولد) الدرر السنية (190)
10- قال الإمام العراقي رحمه الله: ( إن اتخاذ الوليمة, وإطعام الطعام، مستحب في كل وقت, فكيف إذا انضم إلى ذلك الفرح والسرور بظهور نور النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في هذا الشهر الشريف, ولا يلزم من كونه بدعة كونه مكروها, فكم من بدعة مستحبة بل قد تكون واجبة) شرح المواهب اللدنية للزرقاني.
11- قال الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله: ( أصل عمل المولد بدعة، لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة, ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها, فمن تحرى في عملها المحاسن, وجنب ضدها، كان بدعة حسنة, وإلا فلا, وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قدم المدينة، فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء, فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون, ونجى موسى، فنحن نصومه شكرا لله تعالى, فيستفاد منه الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة, أو دفع نقمة, ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة, والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود، والصيام والصدقة، والتلاوة, وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم, وعلى هذا فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من التلاوة, والإطعام, وإنشاد شيء من المدائح النبوية المحركة للقلوب إلى فعل الخير، والعمل للآخرة, وأما ما يتبع ذلك من السماع، واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال: ما كان من ذلك مباحا بحيث يقتضي السرور لا بأس بإلحاقه به, وما كان حراما أو مكروها فيمنع, وكذا ما كان خلاف الأولى ) الفتاوى الكبرى (1/196)
12- قال الإمام ابن عابدين -رحمه الله- في شرحه على مولد ابن حجر: ( اعلم أن من البدع المحمودة، عمل المولد الشريف من الشهر الذي ولد فيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
وقال أيضا: ( فالاجتماع لسماع قصة صاحب المعجزات، عليه أفضل الصلوات، وأكمل التحيات، من أعظم القربات؛ لما يشتمل عليه من المعجزات، وكثرة الصلوات ).
والله اعلم