نقطة نظام “كلمة تاكسي نيوز”… محمد الحجام فقيد الفكر والثقافة والنضال والصحافة إلى مثواه الأخير، عاش مناضلا تاركا زوجة وطفلة تحتاجان لبادرة من مسؤولي الصحافة

25 فبراير 2020
نقطة نظام “كلمة تاكسي نيوز”… محمد الحجام فقيد الفكر والثقافة والنضال والصحافة إلى مثواه الأخير، عاش مناضلا تاركا زوجة وطفلة تحتاجان لبادرة من مسؤولي الصحافة

عن إدارة الموقع

 

في جنازة مهيبة حضرها مسؤولون كبار ورجال السلطة وممثلو المؤسسات الدستورية و المجالس المنتخبة و الصحافيون و الإعلاميون و الحقوقيون، دُفن جثمان زميلنا محمد الحجام ظُهر اليوم بمقبرة أولاد اضريد ببني ملال في أجواء مليئة بالحسرة و الألم على فقدان الرجل المناضل الحجام ، فقيد الثقافة و الفكر و الصحافة و رمز النضال و التعلق بالأرض والتاريخ ، الرجل الذي أحب و تبنى هموم المواطنين وناضل من أجلهم و من أجل حقوقهم فأحبوه وا حترموه.وبكوا و تألموا لفراقه ، و تعلق بالصحافة وأوجاعها و تحمل آلامها وخيباتها فكانت بخيلة معه شحيحة عليه…

صحافي منذ عشرات السنين ومدير جريدة ملفات تادلة التي ظلت لسنوات طويلة تنشر الفكر و تؤطر النقاش وتمارس الإعلام و الأخبار بمهنية عالية وخط تحريري مواطن واضح ،
مدير جريدة ملفات تادلة وعضو الفيدرالية المغربية لناشري الصحف لكنه لم يذق ثراء بعض مُدراء الصحف و لم يحظى بما حظي به غيره من سعة اليد ووفرة المال و رفاهية العيش ..

عضو المجلس الوطني للصحافة الذي عُلِّق عليه الآمال للنهوض بمهنة الصحافة و بحقوق الصحفيين ومات وهو في محطة الحافلات وهو في طريقه إلى الرباط للمشاركة في أحد لقاءاته .
رغم كل هذا مات الصحفي و المثقف محمد الحجام وهو يسكن مع إخوته وأخواته في البيت الذي ورثوه عن والدهم و يتنقل على دراجته الصغيرة المعروفة لدى الجميع من بيته في المدينة القديمة إلى مقر الجريدة و إلى مقعده المعروف بمقهى دنيا داي في شارع محمد الخامس.

لقد نزل خبر وفاة قيدوم الصحفيين ببني ملال على الصحفيين و الإعلاميين والحقوقيين كالصاعقة لهوله وجسامة الخسارة فيه ،فهبوا من كل مدينة وقرية لتقديم العزاء ومواساة الزوجة المصابة في شريك حياتها و الطفلة الوحيدة المفجوعة في أبيها الودود و الأسرة المكلومة في الأخ الذي كان الحضن الدافئ والقلب العطوف.

تَنَقل الرئيس السابق لفيدرالية ناشري الصحف الاستاذ نور الدين مفتاح و رئيس المجلس الوطني للصحافة الأستاذ يونس مجاهد ومن معهما إلى بني ملال والتحق بهم رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية الأستاذ عبد الله البقالي و غيرهم لتقديم العزاء و مواساة الأقارب و الأسرة و الزملاء فكانت المفاجأة كبيرة والصدمة قوية وهم يرون الظروف التي كان يعيش فيها الصحافي و الإعلامي الكبير محمد الحجام في صبر و أنافة وهو المُتأَلم المتضرّر، وفي تعفف و استغناء و هو المُحتاج الفقير ..

حسناً فعل السيد مفتاح و السيد يونس مجاهد حين اقترحا على الأسرة أن يتحمّلا جميع نفقات الدفن و التأبين وهو عربون تقدير و محبة لروح الفقيد و استشعارا لمأساة الأسرة و هول ما حل بها، لكن المأمول في هذه المؤسسات ليس هو أداء مصاريف الدفن و التأبين الذي سيتكلف به أصدقاؤه و محبيه،  المأمول في المؤسسات التي اشْتغل فيها و لحسابها المرحوم هو الدعم الحقيقي للزوجة الأرملة التي ستجد نفسها من اليوم الأول بدون مُعيل و للبنت الصغيرة التي تحتاج إلى بيت يأويها و إلى مورد رِزق تعيش منه …. فما رأي ايضا السلطات والمجالس المنتخبة!!؟

فتِلْكُم ياسادة هي قصتنا ومتاعبنا مع مهنة المتاعب في جهة بني ملال خنيفرة… فمرارة ما عاشه الفقيد الحجام قيدوم الصحافيين ونبراسهم وصوتهم في الملتقيات يستدعي من الجميع وقفة تأمل للالتفات للاوضاع القاسية التي عاشها الحجام والتي عاشها وسيعيشها باقي زملاؤه بجهة مُهمشة ومُحاصرة كجهة بني ملال خنيفرة….

فوداعاً سي محمد الحجام فلترقد روحك بسلام..

إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا على فراقك يا رفيقنا لمحزونون…

إنا لله وإنا إليه راجعون

الاخبار العاجلة