الواقعة التي جرت عام 1984، لم تسفر لحسن الحظ عن سقوط أي ضحايا، إذ جرت على سبيل “التجربة المخططة سلفا” ونفذتها وكالة ناسا وإدارة الطيران الفيدرالية بغرض دراسة طبيعة الحرائق التي تندلع بالطائرات عند وقوع الحوادث، والطريقة المثلى للتعامل معها.

الطائرة البوينغ حملت بالعديد من أجهزة الاستشعار وكاميرات الفيديو بغرض دراسة وتحليل البيانات المتوقع أن تؤدي إلى تحسين سلامة الطائرات، والإجابة عن تساؤلات فنية عدة بشأن دراسة مواقع النوافذ وتصميم المقاعد وفاعلية المواد المضادة للحريق التي تعمل أتوماتيكيا على متن الطائرة.

كما استخدمت دمى تم وضعها بالمقاعد لدراسة تأثير الحادث على الركاب.

وقبل إجراء التجربة التي خطط لها بقاعدة إدواردز الجوية في كاليفورنيا ، قامت شركة بوينغ بـ14 رحلة تجريبية للطائرة، من أجل دراسة كميات الوقود وأداء المحرك، وغيرها من التفاصيل الفنية الدقيقة.

ثم حل يوم التجربة، حين أقلعت البوينغ 720 صباح الأول من ديسمبر 1984 في رحلة الاصطدام النهائية، التي تم التحكم فيها عن بعد بواسطة رائد أبحاث ناسا، فيتزوغ فولتون.

ورغم أن التجربة لم تمض وفق ما خطط لها تماما، إذ شابتها مشكلات فنية تتعلق بأسلوب هبوط البوينغ وزاوية اصطدامها بالأرض، إلا أنها أتاحت ما يمكن اعتباره بمثابة “كنز معلوماتي” منح المسؤولين قدرا من البيانات المهمة المتعلقة بدراسات السلامة على متن الطائرات.