إبراهيم مجاهد…  “مول الحوت”!

31 يناير 2018
إبراهيم مجاهد…  “مول الحوت”!
جمال مايس / رأي حر 
ابراهيم مجاهد كبير الباميين بجهة بني ملال خنيفرة و أصغر رئيس جهة بالمغرب دخل السياسة من بابها الواسع ، أول انخراط له سياسيا في حزب “تراكتور” ، ركبه وشغل محركه وفاز به بأعلى مؤسسة منتخبة بالجهة ، وأخذ يحرث به القرى والدواوير الجبلية ونجح في التحول من مبتدئ إلى قوة سياسية يضرب له ألف حساب.
لاحظنا مؤخرا أن إبراهيم مجاهد والذي يغيب كثيرا عن مكتبه لانشغاله بمشاريعه الضخمة،و يستحيل لقاءه إلا ب”الطليب والرغيب”، وأنت وحظك قد يحن ويرق قلب من يحيط به ليعقدوا لك لقاء خاطفا معه ، قد يدوم دقيقة أو دقيقتين، وقد يأتي وقد لا يأتي، وقد يكون مجاهد هو من قرر أو قد يقرر له…
كما لاحظ متتبعون أنه وفجأة أصبحنا نقرأ صباحا ومساء في صفحة المجلس الجهوي الفيسبوكية وكذلك في صفحة الحزب ،عن بطولات وفتوحات لرئيس جهة بني ملال خنيفرة الغائب الحاضر ، غائب في وقت “الحزة” وحاضر في “الحملة” ، وحين نقول “الحملة” فليس ضروريا أن نقصد بها انتخابية أو سياسية ، فالحملة نقصد بها هنا الثلوج الكثيفة التي تهاطلت على جبال أزيلال وبني ملال وخنيفرة ، فنقرأ عن مجاهد صعد الى هذا الجبل “المقرب” منه بتباروشت، او الى ذاك الجبل المكسو بالثلوج ، ويتصور مع الكاسحات رفقة رفاقه التراكتوريين، ومع كثرة الصور لم نفهم هل هو عمل متقن رحمهم الله عليه ، أم أشياء أخرى…
الغريب أن يصعد ابراهيم مجاهد رئيس جهتنا إلى جبال خنيفرة ، ويوزع ملابس او “شرويطة” كما وصفها أحد الشيوخ الغاضبين قيمتها دريهمات  ، ويسلمها لأطفال المغرب العميق ، ويؤشر على جبينهم بخاتم البؤس ويلتقط صورا معهم ستلاحقهم طيلة حياتهم وستذكرهم ببؤسهم كلما حاولوا نسيانه أو إذا “حن” الله عليهم وأصبحوا هم الاخرين رؤساء جماعات أو وزراء أو أو… لما لا ، فكم من طفل كبر في الفقر وعاش معاناة البؤس لكنه ناضل وكافح وأصبح من كبار الشخصيات المغربية ومن أصحاب المال والجاه والأمثلة كثيرة لا داعي لذكرها ، فلماذا نذكره ببؤسه وفقره بصور ما أنزل الله بها من سلطان…
قد يقول البعض أن أولياء هؤلاء الأطفال وافقوا على نشر صورهم ، لكن هل هؤلاء الأولياء مسؤولون عندما يكبر أطفالهم ويسألونهم لماذا سمحتم بالتأشير على جبيننا بصور البؤس من أعطاكم الحق ..فماذا ياترى سيكون الجواب ومن سيتحمل المسؤولية حينها.وحتى لا أكون فظا غليظ القلب والتفكير وحتى لا أفهم بالغلط ،فأقول انه على الأقل أخفوا ملامح هؤلاء الأطفال وانشروا ما شئتم…
ونبقى في هذا السياق ، فأتذكر عندما حضرت مؤتمرا لحزب الأصالة والمعاصرة التحضيري لانتخابات الجهة والمجالس الاقليمية والبلدية ، حينها ألقى ابراهيم مجاهد مرتبكا خطبته الانتخابية الشهيرة الأولى له والتي قال فيها :” خاصنا نشجعو سياحة ونخدمو ناس ماخصناش نعطيوهم الحوت خاصنا نعلموهم كيفاش يصيدو الحوت ، شحال جهدك ماتعطي فالحوت “. يقول مجاهد.
وللأسف وبعد نجاح السيد مجاهد هاهو يوزع “الحوت” علينا بل ويوثقه بالصور بدل أن يعلمنا كيف نصطاد الحوت باحداث فرص شغل وبناء مدارس وطرقات ووو ، وهذا ما يدفعني لأقول له وأذكره :” سي براهيم شحال قدك ماتعطي فلحوت”….
الاخبار العاجلة