صحيفة “الݣارديان:” بن بركة زعيم اليسار كان جاسوسا” وحزب الاتحاد الاشتراكي يرد :”ادعاءات باطلة وغير مجدية تستهدف الشهيد “

28 ديسمبر 2021
صحيفة “الݣارديان:” بن بركة زعيم اليسار كان جاسوسا” وحزب الاتحاد الاشتراكي يرد :”ادعاءات باطلة وغير مجدية تستهدف الشهيد “

قالت صحيفة The Guardian البريطانية في تقرير نشرته يوم الأحد 26 ديسمبر/كانون الأول 2021 إن المعارض المغربي الشهير المهدي بن بركة والذي قُتل بعد اختطافه يوم 29 أكتوبر/تشرين الأول عام 1965، فور وصوله إلى أحد المطاعم الواقعة في الضفة اليسرى لباريس كان جاسوساً.

 

التقرير قال إنه وعلى مدار الأعوام، كُشف قدرٌ كبير من حقيقة اغتيال المعارض البالغ من العمر وقتها 46 عاماً، وطريقة قتله، حيث اختُطِفَ إلى منزل في جنوب باريس وعُذِّب وقُتل .

إلا أن كثيراً من أنشطة بن بركة كانت قُبيل موته لا تزال غامضة، والآن كشف بحثٌ جديد في سجلات الدول التابعة للاتحاد السوفييتي أن المعارض الذي تمتَّع بالكاريزما والفكر والجماهيرية والتنظيم السياسي، ربما كان جاسوساً.

أظهرت الملفات السرية سابقاً في براغ أن بن بركة لم تربطه بالشرطة السرية في تشيكوسلوفاكيا علاقات وثيقة فقط، بل إنه تلقَّى منها كذلك مبالغ ضخمة، نقداً وعيناً.

قال جان كورا، الأستاذ المساعد في جامعة تشارلز في براغ، الذي اطلع على الملفات: “يُنظر إلى بن بركة عادةً على أنه حارب المصالح الاستعمارية وكافح من أجل العالم الثالث، لكن الوثائق تشير إلى صورة متخلفة تماماً: رجل لعب لصالح أطراف عديدة وعرف الكثير وأدرك أن للمعلومات قيمة ثمينة في الحرب الباردة، انتهازي مارس لعبة بالغة الخطورة”.

 

وفقاً للملفات التي اطلع عليها كورا، فقد بدأت علاقة بن بركة بشرطة تشيكوسلوفاكيا السرية عام 1960، عندما قابل أكبر جاسوس لها في باريس بعد أن غادر المغرب.

 

منذ بداية الحرب الباردة كان موطنه، المستعمرة الفرنسية السابقة، موالياً للغرب، إلا أنه اتجه قليلاً ناحية موسكو لاحقاً. في حين تمنى جواسيس براغ أن يكون لهذا الزعيم المهم في حرب المغرب لنيل الاستقلال ومؤسس أول حزب معارضة اشتراكي، قيمة استخباراتية، ليس في التطورات السياسية في المملكة فقط، بل في تفكير قادة العرب أيضاً مثل الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر.

قال كورا: “لم يعترف بن بركة قط بالتعاون مع جهاز المخابرات، كما لم تدرجه شرطة تشيكوسلوفاكيا السرية في قائمة جواسيسها بل كان مجرد (جهة اتصال سرية). لكنه كان يُقدم المعلومات، ويتلقى أجراً”.

 

أضاف: “كان رجلاً ذكياً وحذقاً للغاية. إذ لا توجد وثيقة واحدة عليها توقيعه، ولا عينات لخط يده. وكان يخضع للاستجواب الشفهي لساعاتٍ، وأحياناً ما كان يستخدم آلة كاتبة، لكنه رفض دائماً كتابة أي شيء بخط يده”.

 

في الشهور الأخيرة قبل وفاته، انشغل بن بركة بتنظيم المؤتمر ثلاثي القارات، الذي عُقد في كوبا وجمع عشرات من حركات التحرير والجماعات الثورية ورعاتهم. آنذاك مثّل المؤتمر لحظة حاسمة في تاريخ مناهضة الاستعمار دولياً في الستينات وحتى السبعينات، قد أراد الناشط القديم أن يترأس الفعالية.

 

لكن تلك الاكتشافات سُتثير خلافاً، إذ لا يزال بن بركة بطلاً في أعين كثيرين من اليسار، وتنكر عائلته بإصرار أي اتهامات بأنه تورط في أي أعمال جاسوسية أو كانت له علاقات بأي دولة.

ومن جانبه وردا على هذه الاتهامات ، رفض حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الاتهامات التي نشرتها صحيفة “الغادريان” البريطانية، والتي تشير إلى أن المهدي بنبركة كان يتعامل بشكل سري مع أجهزة الأمن بالدولة الشيوعية.

 

واعتبر الاتحاد الاشتراكي، في افتتاحية صحيفته، أن ما نشرت “الغارديان” لم يتضمن أي جديد وأنه تدوير لما نشرته “الاكسبريس” الفرنسية سنة 2006، بالموازاة مع إعلان المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان آنذاك فتح ملف الشهيد بنبركة تطبيقا لتوصيات هيئة الانصاف والمصالحة.

وأوضح الاتحاد الاشتراكي أن “ما نشرته “الإكسبريس” حينها (2006) وأعادت نشره “الغارديان” كان محط محاولات الهيئة القضائية التي تتابع قضية الشهيد بفرنسا، والتي خلصت بعد تدقيقها في حوالي 1500 وثيقة من وثائق أرشيف المخابرات التشيكوسلوفاكية إلى عدم اقتناعها بأن الشهيد كان مجندا لصالحها، وأنها لم تجد أي مستند يحمل آثار الشهيد (تسجيل صوتي له، كتاب بخط يده، توقيه له..) مما جعلها تستبعد كل هذه الادعاءات وتعتبرها غير جدية وغير مجدية”.

 

واشارت الصحيفة إلى أن حكم المحكمة صدر و”أصابع الاتهام لا تزال موجهة لأطراف في المخابرات الفرنسية بالتواطؤ في جريمة اختطاف الشهيد المهدي بنبركة، مع ذلك، لم تر المحكمة أي قيمة مضافة لما نشرته الإكسبريس، وأعادت نشره الغارديان”.

وهاجم الحزب الذين اتهموا بنبركة، واصفا إياهم بـ”ألسنة سوء لم تتورع خاسئة عن ترداد ما كان يقوله *** أوفقير في حق الشهيد”، مشيرا إلى أن”علاقة الشهيد المهدي بنبركة المعلنة مع زعماء دول وقادة حركات تحرر عالمية هي أكبر من ذلك التقزيم الوارد في “الإكسبريس” و”الغارديان”.

الاخبار العاجلة