رغم الأحداث التي لا تُشرف وتساهم في العُزوف!… فالمُشاركة في الانتخابات حق وواجب ولكن كيف… ؟

5 سبتمبر 2021
رغم الأحداث التي لا تُشرف وتساهم في العُزوف!… فالمُشاركة في الانتخابات حق وواجب ولكن كيف… ؟
محمد بنوي : باحث في مجال التربية والمجتمع

 

مدخل :

تعتبر الانتخاباب من الآليات التي تعتمدها الدول في اختيار شخص أ و أشخاص لتحمل مسؤلية تسيير وتدبير مرفق عمومي او شأن من الشؤون العامة في مجتمع معين .إلا أن طبيعة الانتخابات والكيفية التي يتم تنظيمها والأهداف من اعتمادها تختلف باختلاف الدول من حيث نظامها السياسي ومن حيث دساتيرها والقوانين المنبثقة عنها والمنظمة للعمليات الانتخابية . وان كان مفهوم الانتخاب واسعا وماتعرفه مختلف العمليات الانتخابية من تواجد وانتشار في شتى الحقول الاقتصادية منها و الاجتماعية و السياسية والثقافية و هو ما لا يتسع هذا الحيز إلى ذكرها ، فإن الأمر سيقتصر هنا للحديث عن الانتخابات في شكلها السياسي والتي ستعرفها بلادنا يوم الأربعاء 8 شتنبر 2021 من اجل اختيار من سيمثل المغاربة في المجالس الجماعية الحضرية منها والقروية والجهوية و في مجلس النواب . فكيف يستعد المغاربة ناخبين ومنتخبين ،اشخاص واحزاب ليوم الاقتراع ؟ وكيف يمكن لكل مواطن، كل من موقعه العمل على انجاح هذه العملية الانتخابية؟ وكيف يمكن لجميع المتدخلين والمعنيين ان يجعلوا من هذا “الامتحان السياسي “انتصارا للديمقراطية في بلادنا ؟

 معطيات لابد من التذكير بها :

– وجود دولة عريقة وحضارة متأصلة يقودها نظام ملكي دستوري يشكل مصدرا للوحدة والأمان والاستقرار .ان الملك في المغرب هو ملك لجميع المغاربة بطبقاتهم وفئاتهم واحزابهم وثقافتهم ودياناتهم أينما كانوا ووجدوا من طنجة وسبتة ومليلية شمالا الى الكويرة جنوبا و من وجدة وفكيك شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا ولجميع مغاربة العالم في جميع البقاع والاصقاع .ان هذه المشروعية التاريخية هي التي تفقدها العديد من الدول وهي مصدر الاضطراب والتوتر الذي يسود العلاقة بينها وبين شعوبها.

– وجود تعددية سياسية و حزبية تضمن لكل مواطنة ولكل مواطن حق الانتماء والانتخاب والترشيح يحميها دستور المملكة و مراسيم وقوانين جعلت المغرب يتوفر على تجربة انتخابية ساهمت في تعزيز موقعه .

ملاحظات من “الواقع الانتخابي” 

يمكن لأي متتبع وملاحظ للكيفية التي تتم بها الحملة الانتخابية الحالية الممتدة من 26 غشت إلى 7 شتنبر 2021 سواء من خلال المعاينة المباشرة لما يقع في الميدان او ما ينشر من أخبار وصور في المنابر الإعلامية مواكبة منها لهذا الحدث الوطني و أيضا من خلال ما يتم تداوله عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي .ان ما يثير الانتباه من خلال كل هذا ،ان الصراع يزداد بقوة مع اقتراب يوم الاقتراع 8 شتنبر الذي يعتبره البعض،” يوم الحساب “فيه سيعز المرء او يهان ” وعند البعض الآخر ،يوم سيحدد فيه مصيره ومستقبله المهني والمالي والاجتماعي والعائلي وحتى السياسي .لذلك لا غرابة أن نشاهد ونقرأ ونسمع عن كل ما يخطر و لا يخطر على البال ،ما يمكن ان يتصوره ولا يتصوره العقل من كل الوسائل التي لايمكن نعتها بصفات أكثر من القول باللامشروعة والتي لايقبلها العقل و الأخلاق قبل القانون و تتعارض وكل القيم الإنسانية النبيلة التي تحافظ للإنسان على” كرامته كقيمة أخلاقية عليا تميز الإنسان عن الحيوان كما قال الفيلسوف الألماني إيمانويل كأنك. لكن وللأمانة وما يقتضيه البحت من موضوعية يمكن القول انه يوجد إلى جانب الفريق الأول ،صنف من الناخبين و المنتخبين الذين يتميزون ويمتازون بهذا القدر او ذاك ،بهذه الدرجة او تلك بالنزاهةو المصداقية ويحتكمون إلى الضمير وإلى الوازع الأخلاقي ،يشاركون في كل المراحل المتعلقة بهذه الاستحقاقات الانتخابية منضبطين وملتزمين بالقوانين المعمول بها . أما عن الصنف المهيمن والمسيطر ولمن ستكون الغلبة والفوز ؟ فإنني أفضل ان أترك الجواب للقراء الكرام ،كل حسب قراءته و حكمه.

ما يجب أن يكون :

كلما أتأمل في سلوك بعض الأشخاص -ولا أقول المواطنين لأن المواطن كما أفهمه هو من يعرف ما له من حقوق و ما عليه من واجبات وهو من يحترم و يمتثل للقانون كلما انظر إلى بعض الممارسات التي تصدر عن من يتقدم إلى الانتخاباب ليطلب من الساكنة التصويت عليه لكي يمثلها في المجالس المعنية ويدافع عن حقوقهم المشروعة في الشغل و السكن و الصحةو التعليم و الثقافة والرياضة وغيرها من الخدمات، يجب ان يعرف حق المعرفة ان ذلك التكليف أمانة وواجب وأن عليه ان يستعد لخدمة الجميع سواء من صوت عليه ومن لم يصوت عليه وأنه في موقع المسؤلية لخدمة الشأن العام والمصلحة العامه وأن ما سيتقاضاه من مقابل مالي منصوص عليه في القوانين المنظمة و نتمنى جميعا ان يكون هذا التسابق الانتخابي من اجل خدمة المجتمع والدولة .أما الناخب الذي سيصوت يوم الأربعاء 8 شتنبر فإن ذلك من حقه كمواطن عليه ان يذهب إلى صناديق الاقتراع لا من اجل أن يصوت على هذا الشخص او ذاك ،على هذا اللون أو ذاك على هذا الرمز او ذاك او على هذا البرنامج الحزبي دون سواه ،فهذا من حقه ولكن أيضا من اجل التنمية الشاملة من اجل الاستمرار في بناء معرب قوي ،مغرب القرن الواحد و العشرين الذي شكل دوما ،بتاريخه المجيد وبموقعه الجغرافي المتميز محط أنظار وأطماع ،بل هناك من له عقدة تاريخية مزمنة مع بلادنا .هذا هو الواجب الذي ينتظرنا يوم 8 شتنبر ،انه واجب وطني ومن أجل الوطن . ان المغرب بدولته العريقة وحضارة وتاريخ شعبه الأصيل هو الذي يجب ان نحمله على عاتقنا وان تظهر صورته الحقيقية المشرقة يوم الاقتراع لتستمر تلك الثورة الدائمة بين الملك والشعب .

خلاصة :

ان المشاركة المكثفة في اقتراع 8 شتنبر كناخبين وكمنتخبين حق من حقوق المواطنة وواجب وطني من اجل بلد اسمه المغرب و من اجل دولة اسمها المملكة المغربية وتبقى حرية اختيار الحزب او المرشح شأن يتعلق بالمواطن الذي وجب عليه التصويت دون مقابل لإرضاء ضميره .

الاخبار العاجلة