اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان ببني ملال خنيفرة تواصل لقاءاتها التواصلية وتُنظم يوما دراسيا حول حق النساء والشباب في المُشاركة السياسية بالانتخابات(صور)

15 يوليو 2021
اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان ببني ملال خنيفرة تواصل لقاءاتها التواصلية وتُنظم يوما دراسيا حول حق النساء والشباب في المُشاركة السياسية بالانتخابات(صور)

بلاغ عن اللجنة الجهوية

 

نظمت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بني ملال خنيفرة يوم 12 يوليوز 2021 يوما دراسيا خصص لتقاسم النتائج المرحلية لتتبع فعلية تمتع النساء و الشباب بحقوقهم في المشاركة السياسية خلال الانتخابات المباشرة الأخيرة و المتعلقة بالاستحقاقات الجماعية و الجهوية و انتخابات مجلس النواب .
وقد ارتكز النظام المنهجي والتحليلي الذي اعتمدت عليه اللجنة في مرحلة أولى على تحديد سمات الحق في المشاركة و يتعلق الأمر بممارسة الصلاحيات المخولة و الاقتراع العام على قدم المساواة و الوصول إلى وظائف الانتخابية. كما اعتمد في مرحلة ثانية على مؤشراث الامتثال لحقوق الإنسان المؤطرة بمبادئ توجيهية تتمثل خصوصا في عدم التمييز و المشاركة و الولوجية و الحصول على المعلومة و التمتع بسبل الانصاف. وقد تم عرض حصيلة تتبع فعلية الحقوق موضوع الدراسة اعتمادا على مؤشرات هيكلية و مؤشرات النواتج.
ففيما يخص المؤشرات الهيكلية فقد تم التذكير بتصديق المملكة المغربية على المواثيق الدولية الأساسية ذات الصلة بالمشاركة السياسية و المدنية خصوصا العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية بتاريخ 03 ماي 1979 و الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري بتاريخ 27 أكتوبر 1969 و اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة بتاريخ 14 يونيو 1993 واتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بتاريخ 14 يونيو 1993 و الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم بتاريخ 3 ماي 2003.
وبموازاة مسلسل التصديق على المواثيق الدولية المؤطرة للمشاركة السياسية و المدنية للنساء و الشباب عمل المغرب على مراجعة مهيكلة لترسانته الدستورية و القانونية ذات الصلة. وهكذا نص دستور 2011 في فصله السادس على عمل السلطات العمومية على توفير الظروف التي تمكن من تعميم الطابع الفعلي لحرية المواطنات و المواطنين، و المساواة بينهم، ومن مشاركتهم في الحياة السياسية. و ينص الفصلان الحادي عشر و التاسع عشر على أن تتخذ السلطات العمومية الوسائل الكفيلة بالنهوض بمشاركة المواطنات و المواطنين في الانتخابات و على تمتع الرجل و المرأة على قدر المساواة بالحقوق و الحريات المدنية و السياسية. كما يضمن الدستور في فصله الثلاثون لكل مواطن أو مواطنة، الحق في التصويت، وفي الترشح للانتخابات، شرط بلوغ سن الرشد القانونية، والتمتع بالحقوق المدنية والسياسية.
و بعد اعتماد المملكة المغربية لدستور جديد تم إصدار أربعة قوانين أساسية تؤطر الانتخابات المباشرة. و يتعلق الأمر بالقانون التنظيمي 27.11 المتعلق بمجلس النواب و القانون التنظيمي رقم 59.11 المتعلق بانتخابات مجالس الجماعات الترابية و و القانون 57.11 المتعلق باللوائح الانتخابية العامة و و القانون رقم 29.11 المتعلق إضافة لقوانين الجماعات الترابية و قانون الأحزاب. وقد تم تغيير و تتميم هذه القوانين لأكثر من مرة. وتتقدم أهم المستجدات التي أتت بها القوانين الأساسية المؤطرة للانتخابات المباشرة ذات العلاقة بموضوع الدراسة في التأكيد على أن الناخبين و الناخبات هم المغاربة، إناثا و ذكورا، المقيدين في اللوائح العامة ولإقرار مجموعة من التدابير التمييزية التي من شأنها تعزيز تمثيلية النساء و الشباب سواء في المجالس المنتخبة أو في الأجهزة التدبيرية للأحزاب.
وفيما يخص المؤشرات النواتج، وفي إطار قياس أثر الجهود المبذولة للوفاء لتحقيق فعلية الحق في المشاركة السياسية للنساء و الشباب ، قامت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بتجميع مختلف الإحصائيات الخاصة بفوز هاتين الفئتين سواء في الانتخابات الجماعية و الجهوية أو في انتخابات مجلس النواب و تلك المتعلقة بولوج النساء و الشباب إلى الوظائف الانتخابية.
بخصوص فوزالنساء في الانتخابات الجماعية فقد سجلت أعلى نسبة للفوز على مستوى جماعة أكودي نلخير و تنانت التابعتين لإقليم أزيلال بنسبة %29,41 من مجموع الفائزين بينما هبطت نسبة الفوز بجماعة دمنات إلى 13,79 %في إقليم أزيلال . أما على مستوى الانتخابات الجهوية فقد بلغت المقاعد التي فازت بها النساء .38.59 % في حين لم تظفر النساء في انتخابات مجلس النواب على مستوى الدوائر المحلية بأي مقعد غير أنهن حصلن على ثلاث مقاعد عن الدائرة الوطنية في الجزء المخصص للنساء و مقعد واحد في الجزء المخصص للشباب.
و بخصوص الشباب فلم يتمكنوا من الفوز بأي مقعد في خمس جماعات, و لم تتجاوز نسبة الفوز 20% في 92 جماعة. أما على مستوى الانتخابات الجهوية فلم تتعد نسبة الشباب الفائزين في انتخابات مجلس الجهة % 8.77 في حين لم يظفر بصفة عضو مجلس النواب سوى ثلاثة شبان ، اثنان منهم عن اللوائح المحلية و ثالثة عن اللائحة الوطنية قسم الشباب .
و في إطار تتبع ولوج النساء و الشباب إلى المناصب الانتخابية سواء على مستوى الجماعات أو مجلس الجهة أو مجلس النواب توصلت اللجنة إلى أن المرأة و الشباب لم يتمكنوا من الوصول إلى أهم الوظائف الانتخابية حيث غالبا ما تسند للمرأة و الشباب مناصب ثانوية سواء على مستوى المكاتب المسيرة أو على مستوى اللجان الدائمة بهذه المجالس .
و في الأخير تم تقاسم التوصيات الأولية التي خلصت إليها اللجنة في هذه المحطة الأولى من اشتغالها على فعلية الحق في المشاركة، النساء و الشباب نموذجا.
من خلال المؤشرات التي تم اعتمادها لتتبع المشاركة السياسية للنساء و الشباب خلال الانتخابات العامة الأخيرة التي تم إجراؤها بجهة بني ملال خنيفرة سنتي 2015 و 2016 سجلت اللجنة تقدما نسبيا في مجموعة من المجالات مقارنة بانتخابات سنتي 2011 و2009 . غير أن التقدم يبقى محدودا و لم يسفر عن طفرة نوعية في مجال تعزيز مشاركة النساء و الشباب في الانتخابات المباشرة. و تسائلنا غالبية النسب المسجلة عن فعالية السياسات و الاستراتيجيات المعتمدة من طرف الفاعلين الانتخابيين الأساسيين (الإدارة الانتخابية و الأحزاب السياسية) ، كما تطرح علينا من جديد، إشكالية التمكين السياسي للنساء و الشباب من جهة و الضغوطات الثقافية و السياسية الممارسة ضدهم. ولتجاوز ذلك و جب:
1- الحصول على المعلومات الانتخابية و التوعية و التثقيف
• وضع المعلومات الانتخابية الضرورية و الميسرة لمشاركة النساء و الشباب في المسلسل الانتخابي رهن إشارة العموم (الإدارة الانتخابية) ؛
• استعادة ثقة النساء و الشباب في العمل السياسي و الحزبي وانخراطهم في تدبير الشأن العام؛
• تعبئة المؤسسات التربوية و الإعلامية وفق برامج سنوية محددة الأهداف لترسيخ ثقافة المشاركة السياسية بين مختلف فئات المجتمع و شرائحه؛
• تقوية الأدوار التربوية و التأطيرية للأحزاب السياسية بما يساهم في تكوين نخب سياسية نسائية وشبابية؛
• تطوير أدوات و تقنيات و مصوغات جديدة للتوعية و التثقيف في مجال المشاركة السياسية بما يتناسب مع متطلبات النساء والشباب وخصوصياتهم؛
• تعزيز تملك النساء والشباب لقواعد الفعل السياسي و مراكمة الخبرة و التجربة اللازمة للدخول في غمار الانتخابات؛
• مناهضة الخطاب المجتمعي الضمني السائد القائم على إقصاء المرأة من الحق في المشاركة السياسية ؛
• الاشتغال على الجوانب الثقافية التي تدفع إلى عزوف المرأة عن العمل الحزبي والولوج لمناصب المسؤولية الحزبية و الوظائف الانتخابية؛
2- المساواة و عدم التمييز
– مراعاة القضايا الجنسانية في الوثائق الأساسية للأحزاب و القوانين المؤطرة للانتخابات؛
– اعتماد منظور المساواة بين الجنسين في وضع البرامج الانتخابية للأحزاب ؛
– معالجة مسألة المساواة بين الجنسين انطلاقا من القواعد الداخلية للأحزاب؛
– مأسسة المناصفة و اعتمادها و ضمانها في كل المحطات الانتخابية؛
– وضع ميكانيزمات و أليات تضمن تكافؤ الفرض بين الرجل و المرأة؛
– ضمان حقوق النساء و الشباب في وضعية إعاقة بشكل عرضاني؛
3- الولوج لمختلف الحقوق الأساسية المرتبطة بالانتخابات المباشرة
– انفتاح الفروع الجهوية والمحلية للأحزاب على النساء و الشباب و انشغالاتهم و فتح أبواب الانخراط أمامهم و تيسير مسارهم؛
– تبني الفروع الجهوية للأحزاب السياسية لاستراتيجية جديدة قادرة على استقطاب قوي للشباب و النساء و تأطيرهم سياسيا وتحفيزهم للمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية و جعل مقراتها فضاءات للتداول الدائم في الشأن العمومي؛
– تفعيل مقتضيات قانون الأحزاب المتعلقة بتمثيلية النساء و الشباب في الهياكل الجهوية الحزبية؛
– إعمال مبدأ الديموقراطية الداخلية لدى الهيئات السياسية الجهوية كمدخل أساسي لتشجيع المشاركة السياسية للنساء والشباب ؛
– دعم التناوب والتداول على المناصب الحزبية كوسيلة لتكوين النخب الجديدة وتدريبها لتحمل المسؤوليات السياسية؛
– دعم الشبيبات الحزبية و تقوية قدراتها؛
– القطع مع تقليد التعامل مع ترشيحات النساء وولوجهن لمناصب المسؤولية من زاوية الخضوع للشروط الدنيا التي فرضتها القوانين الانتخابية ذات الصلة؛
-الابتعاد عن استراتيجيات الترشيح التعويضية أو التكميلية أو الاستكشافية ؛
– تجنب وضع أسماء النساء و الشباب في مراتب غير قابلة للفوز في اللوائح المترشحة و وضع النساء على الأقل على رأس نصف اللوائح المترشحة باسم الحزب ؛
– اعتماد معايير واضحة ترتكز على الكفاءة و التجربة في تزكية المترشحين و النترشحات؛
– التنصيص في القوانين الداخلية على آليات و إجراءات تضمن شفافية تدبير طلبات الولوج إلى الانتدابات الانتخابية و منح التزكية للنساء و الشباب ؛
– الابتعاد عن نهج استراتيجية الصوت و المقعد أولا قبل جنس وسن و قناعات المصوت و المترشح؛
– تمكين النساء من المهارات اللازمة لجمع الموارد الضرورية وإدارة الحملات؛
– تقوية قدرات النساء للقيام بالحملات الانتخابية، وخصوصا المترشحات اللائي يخضن المنافسة الانتخابية لأول مرة؛
– ضمان عيانية النساء في الحملات الانتخابية وظهورهن في وسائل الإعلام ؛
– الحفاظ على سلامة المترشحات الجسدية و المعنوية وحمايتهن من حملات التشهير؛
– حماية النساء في وضعية هشاشة من الاستغلال؛
– القطع مع النمطية في توزيع الوظائف الانتخابية؛
– ضمان ولوج منصف للنساء لمناصب المسؤولية و اتخاذ القرار بمختلف المجالس المنتخبة؛
– اعتماد آلية قانونية لضمان ولوج الشباب لمناصب المسؤولية بالهيئات المنتخبة؛
– إيجاد حلول جديدة لتجاوز منحى ارتهان العمل السياسي تدريجيا بتوفر الموارد على حساب البرامج مما يضعف فرص نساء الجهة و مواقعهن التفاوضية على المناصب الانتخابية؛
– تيسير الولوج للتمويلات العمومية و الشبه العمومية المخصصة لدعم المشاركة السياسية للمرأة توسيع قاعدة المستفيدين منها؛
– توسيع دائرة الجمعيات المتعاقدة مع صندوق دعم تمثيلية النساء؛
– توزيع الدعم العمومي بصورة متكافئة و عادلة بين المترشحين و المترشحات والتنصيص على تحفيزات خاصة بتزكية ترشيحات النساء و الشباب في الانتخابات؛
– و ضع برامج خاصة لتخفيف المسؤوليات العائلية الضاغطة عن المرأة المنتخبة؛
– على غرار صندوق دعم التمثيلية السياسية للنساء يوصى بإحداث صندوق لدعم تمثيلية الشباب ؛
– التمكين الاقتصادي و الاجتماعي للشباب نظرا للعلاقة الوطيدة بين الاستقرار الاقتصادي و الاجتماعي بالمشاركة السياسية
4- جبر الأضرار الانتخابية و سبل الانتصاف
– التعريف بسبل الانتصاف و جبر الأضرار الانتخابية التي يضمنها القانون و المتعلقة بالتسجيل في اللوائح العامة وبنتائج الانتخابات العامة و بنتائج انتخابات المجالس المنتخبة؛
– التفكير في سبل انتصاف داخلية تتعلق بمنح التزكيات ؛
– تقريب آليات الانتصاف من المتضررين ؛
– أصدار الأحكام المتعلقة بالمنازعات الانتخابية داخل آجال معقولة.

الاخبار العاجلة