بعد تنامي الجرائم بالمجتمع المغربي… باحث في قضايا المجتمع يطرح 3 أسئلة و يكتب :” محاربة العنف ..انتصار للحياة “

26 مايو 2021
بعد تنامي الجرائم بالمجتمع المغربي… باحث في قضايا المجتمع يطرح 3 أسئلة و يكتب :” محاربة العنف ..انتصار للحياة “
محمد بنوي : باحث في مجال التربية و المجتمع

 

مدخل : 
يعتبر العنف من المظاهر التي تهدد استقرار أي مجتمع  وهو ظاهرة عالمية قديمة قدم الإنسان ورغم كل المجهودات التي بذلتها البشرية عبر التاريخ إلى يومنا هذا فإن العنف يتطور ويتخذ أشكالا أخرى حسب تطور المجتمعات نفسها .
 لماذا يلجأ الإنسان إلى العنف ؟   لماذا يتحول  من كائن طيب وخير إلى كائن قبيح وشرير؟ من المسؤول عن هذا الانحراف في السلوك الإنساني ؟ وكيف يمكن الحد من تفشي و  تنامي هذا النوع من الممارسات اللاإنسانية ؟ ما الذي يجب فعله بالنسبة للناشئة الحالية والأجيال القادمة لكي تعيش حاضرها ومستقبلها بدون عنف وفي امن وسلام ؟
1 – مفهوم العنف و  مظاهره :
هناك عدة أشكال يتجلى من خلالها العنف كفعل  يصنف ضمن السلوك اللامدني  الذي يصدر من شخص تجاه شخص اخر -وقد يكون تجاه الذات نفسها -ويؤدي الى الحاق اضرار بدنية او نفسية او اقتصادية فالعنف يعني استعمال القوة او كما جاء في معجم المعاني ” المعاملة بالقسوة والشدة دون رفق وتلطف ” فالعنف اذن ضد الرفق واللطف و هو انتهاك لحقوق وكرامة الإنسان. ان السلوك العنيف او القاسي يظهر من خلال وجوه وصور متعددة ، ينتشر ويسود بين جميع  الطبقات والفئات الاجتماعية ومن مختلف الأعمار  ذكورا واناثا  -يمكن الوقوف على ذلك من خلال حالات ونماذج وامثلة مؤسفة تحدث في كل  زمان ومكان -فلماذا إذن يصل الإنسان إلى هذه الدرجة من الاعتداء على أخيه الإنسان الذي من المفروض  ان يكون إنسانيا ولطيفا  ووديعا وان يتساكنا و  يتعايشا ويحتكما إلى ” قوة القانون بدلا من قانون القوة وإلى قوة الحق عوض حق القوة ” كما يقول جان جاك روسو؟
2- اسباب العنف وأنواعه :
ان دوافع و  أسباب العنف  كثيرة  موزعة بين ما هو اقتصادي كالفقر والبطالة وما هو اجتماعي، المتمثل في التربية بالدرجة الأولى  ومستوى الثقافة والوعي لدى الشخص او بسبب الاحباط النفسي الناتج عن سوء المعاملة والعناية والشعور بالنقص لقلة الإمكانيات المادية .ورغم أن العنف كما فسره علماء النفس والفلاسفة عبارة عن نزعة طبيعية نابعة من رغبة تدميرية متأصلة في الانسان رغم كل ذلك فانه لايمكن اغفال ما للشروط التاريخية والاجتماعية من دور أساسي في ظهور  وممارسة العنف.
أما أنواع العنف بجميع مظاهره ،البدني والنفسي والجنسي فهو موزع أيضا بين الأسرة- مهما كانت مكانتها وتراتبيتها-  والمدرسة من الروض إلى الجامعة وفي أماكن العمل المهيكل  منه والغير المهيكل وهناك أيضا النوع الذي يمارس يوميا في الشارع وفي فضاءات عامة أخرى حتى في الميدان الرياضي الذي من أهدافه نشر قيم السلم والسلام والتضامن والتسامح .
3 – كيف يمكن الحد من العنف؟
هذا هو السؤال والاشكال المطروح  عل الجميع ،أولا للتفكير فيه بكل مسؤولية وثانيا للمساهمة من أجل إيجاد حلول وسبل من شأنها أن تحد من انتشار العنف والقضاء عليه خاصة في أماكن وجدت لتشكل فضاءات تربوية بامتياز والتي ينبغي أن يختفي منها العنف بصفة نهائية .وهكذا يمكن القول بالاضافة الى توفر او توفير مناخ اقتصادي واجتماعي مستقر يلبي الحاجيات الاساسية لكل فرد ،فان الاهتمام بالتربية المبنية على مبدا الحق والواجب و الاهتمام بمهارات حل المشاكل عن طريق الحوار والأساليب السلمية  و ضبط السلوك المدني  وابتعاد  مختلف وسائل  الإعلام عن بت كل مشاهد العنف ومساهمتها في نشر ثقافة السلم والتسامح ،دون أن ننسى ما للمؤسسات الدينية من دور من خلال الوعظ والإرشاد في محاربة العنف.
خلاصة:
رغم كل التبريرات التي يمكن ان تعطى للعنف فإن هذا السلوك مرفوض عقليا  واخلاقيا ودينيا وغريب عن الطبيعة المسالمة والسلمية للإنسان ” فهو مدني  بطبعه” كما يقول الفارابي وابن خلدون .أما ما يقال حول العنف كنزعة طبيعية في الإنسان فيمكن تغيرها بالتأديب والتهذيب  لكي يعيش الجميع في أمن وسلام وبحماية من القانون .
الاخبار العاجلة