حين تتحدث الهوامش لغة الاحتجاج .. !!

19 يناير 2018
حين تتحدث الهوامش لغة الاحتجاج .. !!
لحسن بلقاس

 

 

 

لماذا كلما أتى فصل من الفصول دق ناقوس الطوارئ والخطر في مناطق الهامش من مغربنا الحبيب؟ قد تصل بنا بعض الأمور أو القضايا أو المشاكل حد التخمة أو حد الجنون أو حدا من الحدود، ولكل الحرية في تسميتها كيف ما يشاء، كما أنها قد تصيب الإنسان بالزهايمر حين يمعن النظر في حيثياتها والدوافع التي أدت إلى نسيان المنطلق والبؤر التي تغلي على صفائح الاحتقان.
قد تغري جودة المشاريع العديد من الناس، وتدخل السعادة إلى كل البيوت خصوصا إذا كانت القرى \ المدن فقيرة من حيث مواردها و مداخيلها، أو بمفهوم آخر مدن الهامش كما هو الحال بـ مدن الجبال النائية، أو هوامش بعض المدن الكبرى التي تحولت إلى مدن ولا تحمل من صفة المدنية إلا الاسم، نصطدم معه بالأمر الواقع أمام تدبير هذه المشاريع وتنزيلها إلى أرض الواقع في العديد من المناطق مثلا كالحسيمة و”أخواتها” التي دفعت المسؤولين إلى إحداث زلازل سياسية في عدد من الإدارات ردا منهم على التسويف الذي طال مشاريع كان من المزمع تنفيذها دون أدنى إشكال ..
إن تدبير وتسيير الشأن العام يقتضي منا دراية باحتياجات الساكنة وبطموحاتها وانتظاراتها، وتفعيل مقتضيات القانون و تنزيل بنود الدستور كما هي، لا اللجوء إلى العاطفة، وحب الظهور بمظاهر تثير عريضة كبيرة من الجماهير الشعبية، أمام غياب الممارسة والحنكة السياسية عند البعض وجهلهم بالقانون، وتفعيل مبدأ الأنا وليذهب الطوفان بغيري دون رجعة.
فإحساس الإنسان بالإهانة حين يرى أموره لا تقضى ولا تؤخذا بعين الاعتبار، وكذا شعوره بأن بلاده لا تتقدم أسوة بباقي المناطق التي تكتظبمشاريع تنموية، والرزوح تحت وطأة البطالة والتشرد والتسول يؤجج الوضع ويدفعالشارع العام إلى اعتلاء صهوة الاحتجاج للدفاع عن حقوقه وحقوق منطقته، مع استحضاره من طبيعة الحال الوعي بثقافة الاحجاج وفتح قنوات الحوار الهادف والجاد للوصول إلى النتيجة المرجوة بعيدا عن الاحتجاج فقط من أجل الاحتجاج الذي لا يسمن و لا يغني من جوع.
إن التفكير الرزين ومحاولة دراسة الوضع دراسة بناءة وموضوعية دون إقصاء أي جهة على حساب جهة أخرى من طرف مسؤولينا بعيدا عن الحزبية والقبلية، يقتضي منا دراسة الطوارئ وأجرأة هذه الوضعية قبل “ما يجي الفأس في الراس” كما يقال، وذلك من خلال الإعداد القبلي لجميع القضايا التي نراها شائكة ويصعب تنزيلها بشكل تشاركي، حتى لا نسقط في مطبات ومشاكل نحن في غنى عنها ستدفع الشارع مرة أخرى للخروج، وسيواجه في المقابل بالعصي والتضييق، كما حدث خلال الأيام القليلة الماضية مع التساقطات الثلجية التي شهدتها العديد من المناطق خصوصا فيما يتعلق بنفاد الزاد، والحصار، وانقطاع الطرق، وصعوبة نقل المرضى والحوامل … وحدث أيضا في مناطق أخرى لأسباب أخرى لها علاقة بالتدبير ومحاربة البطالة بشكل أو بآخر، والحد من الفقر والبؤس وتجلياته، لماذا لا نقوم بالحد منها قبل أن تحدث؟..
هناك مناطق تعاني بالجبال وفي السفوح من نقص حاد في جميع المجالات، منها ما هو تنموي، ومنها ما هو بنيوي، ومنها ماهو طبيعي بالنظر إلى قساوة الظروف وصعوبتها، والحالة المزرية التي يعيشها إخواننا في المناطق النائية بعيدا عن المستشفيات و المدارس والأسواق، منهم من يسكن الكهوف، ومنهم من يرزح تحت سقف من البلاستيك أو أثواب مرقعة أمام غياب أدنى مفهوم للإنسانية ..
هذا وكلنا أمل في أن تكون بلادنا ” زينة البلدان “، وأن تكون منارة وملاذا لعدد من الزوار والسياح، وتعرف ازدهارا في المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفني والرياضي، وذلك بالرجوع إلى موروثنا التاريخي الأصيل، ويحمل منتخبينا رؤية استراتيجية للمستقبل، رؤية تكون بمثابة الدعامة الأساسية للتنمية المجالية والمستدامة، تحمل في طياتها كل هموم الشعب المغربي بجميع أطيافه، وكذا تقوية بنياتها التحتية و السوسيو اقتصادية.

 

 

الاخبار العاجلة