عشنا وشفنا… نساء زاوية الشيخ تقود مسيرة احتجاجية  في غياب رجالها -صور-

29 أكتوبر 2017
عشنا وشفنا… نساء زاوية الشيخ تقود مسيرة احتجاجية  في غياب رجالها -صور-

أسامة باجي

 

 

زاوية الشيخ تخرج عن بكرة أبيها لكن هذه المرة بحلة جديدة بمسيرة تكتسي طابعا نسويا خلافا لما هو معهود عليه في الوقفات السابقة في حراك زاوية الشيخ او غيره من المحطات النضالية التي يتقدمها الشباب او تدعو لها الجمعيات الحقوقية ستجد بعض النساء ضمن المحتجين أو في مقدمتهم لكن الأمر مخالف تماما هذه المرة قد أسميها “الربيع النسوي السلمي” او “ثورة نسوية حضارية” المرأة الزواوية الحرة هي من تقود المسيرة وتتقدمها يا لها من صورة غريبة مفرحة ومحزنة في الوقت نفسه صورة عجزت عن قراءتها وتحليلها لأقف إجلالا وتقديرا لكل من تركت خلفها منزلا او طفلا خرجت وإنتفضت بعد أن تراكمت عليها هموم الدنيا وعانت بعد صبر دام سنين وهي ترى مستقبل أبناءها يضيع لا صحة لا تعليم لا ملاعب القرب لا تنمية وخاصة تلك التي تحمل رضيعها بين أيديها وتمسك طفلها وتصيح بأعلى صوت باللغة الأمازيغية وا يموت السبيطار جملة رغم بساطتها تلخص جملا عديدة مفادها أن زاوية الشيخ تفتقد لمستشفى بسيط يسد حاجياتها .

لم أكن أتوقع يوما هته الإنتفاضة النسوية التي ستنضاف لتاريخ زاوية الشيخ المليء والحافل بالنضال وستترسخ في أذهان أبناءها ونساءها وكل من يحمل على عاتقه هم هذه المدينة المنسية إنه لفخر عظيم لك أيتها الزواوية أن تخرجي وتناضلي وتطالبي بأبسط حقوقك المهضومة وإنه عار على جبين بعض الرجال المتخاذلين رواد المقاهي والفايسبوك والمنظرين الذين لا هم لهم سوى الثرثرة في المواقع وإفشال البادرات النضالية كيفما كانت وكيفما كان أصحابها والغياب التام في الواقع أجد نفسي ضعيفا أمامك أيتها العظيمة حينما تسألي أين رجال المدينة لتدافع عنها نساءها وأتأسف على حالي وحال أبناء البلدة إنه سؤال حيرني وإستفزني وجعلني أعيد النظر فيمعيار الرجولة لا أود الخوض في هذا الكلام لأنه لا يجلب إلا المتاعب مع البعض ونحن في غنى تام عنه
الغاية من كلمتي هته هي توبيخ نفسي وكذلك بعض الرجال والشباب الغافلين في متاهات الإفتراضي أو من لا هم لهم في تحديد مصير البلدة وهذه
رغم أن أعظم توبيخ هو المسيرة نفسها لكن كلمتي من باب التذكير فقط.

مرة أخرى اشكر الأم الزواوية الحرة على تقديمها هذا الدرس النضالي للمجتمع الزواوي فإن كان الريف قد قدم دروسا من الإحتجاج السملي والحضاري والصمود فهاهي المرأة المغربية الزواوية تقدم درسا آخر وفي غاية الأهمية وكل متمنياتي أن نستوعب الدرس بعمق ونفهمه جيدا عسى أن لا تتكر الزلة مرة أخرى فمصير البلدة لا يقتصر عليها فقط بل على كل من يحمل عنوان زاوية الشيخ جوهرة الأطلس

الاخبار العاجلة