مزارعون يرفضون مقاطعة زراعة الشمندر السكري ويطالبون الجهات المسؤولة على المستوى المركزي بالتدخل لتحسين أوضاعهم

14 أغسطس 2017
مزارعون يرفضون مقاطعة زراعة الشمندر السكري ويطالبون الجهات المسؤولة على المستوى المركزي بالتدخل لتحسين أوضاعهم

تاكسي نيوز / خاص 

 

 

طالب مهتمون بالشأن الفلاحي بإقليم الفقيه بن صالح بضرورة الكف عن استغلال طيبوبة بعض الفلاحين وسذاجة البعض الآخر، ودعوا إلى الرقي بآليات التواصل مع الفلاح إلى مستوى ابعد من أي توصيف سياسي ضيق ومكشوف الأبعاد .
وأكد احد المزارعين أن المنتوج الفلاحي، خلال الموسم الحالي، كان فعلا دون مستوى تطلعات الفلاح ، وان زراعة الشمندر السكري على وجه الخصوص لم تحقق المرغوب منها، لكن هذا لا يعني أن الوضع بلغ مستوى المطالبة بمقاطعة هذه الزراعة وفتح الباب على مصراعيه لنقاشات سياسوية بعيدة عن جوهر الإشكالات المطروحة.

وقال المتحدث إن مردودية مزارعي الشمندر السكري خلال الموسم الحالي اختلفت عن المواسم الفارطة لظروف مناخية خارج عن إرادة المعمل والفلاح {الحرارة المفرطة والجريحة} وإلى كون المساحة المزروعة أصبحت تفوق الطاقة الاستيعابية للمعمل هذا بالإضافة إلى الاكراهات التي أصبحها يطرحها خزان الحوض المائي الذي عرف تراجعا ملحوظا بسبب ضعف التساقطات المطرية خلال السنوات الأخيرة ، ولهذا ، وتفاديا لوضع مماثل مستقبلا ، يقول المتكلم عجلت أصوات المزارعين بالدعوة إلى تخفيض حجم المساحة المزروعة إلى حين الرفع من الطاقة الاستيعابية للمعمل وتدارك مختلف هذه المعيقات.
وانتقد مزارعون بشدة كل الأصوات الداعية إلى مقاطعة زراعة الشمندر السكري ، وتساءلوا عن البديل في ظل الوضع المتأزم الذي تعرفه كل الزراعات المحلية بسبب التضخم في الإنتاج الناتج عن وفرة العرض مع قلة الطلب وغياب فضاءات التسويق والتثمين بالمنطقة، واعتبروا مقاطعة زراعة الشمندر السكري بالضربة القاضية للفلاح، وحذروا من خطورة أن تؤول هذه الوحدة الإنتاجية بأولاد عياد إلى ما آلت إلي الوحدات السابقة بكل من بني ملال وسوق السبت.

وطالبوا من أصحاب المقاطعة توجيه نداءاتهم إلى الجهات المسؤولة على المستوى المركزي من اجل دعم الفلاحين وتحسين مردوديتهم ليس بالعدول عن زراعة الشمندر ، وإنما بتفعيل وتنزيل إجراءات حقيقية كفيلة بتغيير الوضع عموديا لا أفقيا. وأكدوا على أن جوهر الإشكالات لا تتعلق بالمعمل أو بجمعية منتجي الشمندر السكري التي تفتح أبوابها لكل الفلاحين، إنما مع سياسة حكومية لم تضع يدها بعد على مكمن الاكراهات الحقيقية التي تقف عائقا أمام المزارعين.

وشدد ذات المزارعين على ضرورة الحفاظ على وحدة سوطا لإنتاج الشمندر السكري نظرا لكون المزارع يعتبر شريكا حقيقيا في عمليات الإنتاج، وقالوا أن الغاية من انتقاده لبعض الإشكالات ليس الدعوة إلى المقاطعة كما يروج البعض ،إنما من اجل المحافظة على المكتسبات التي تحققت خلال السنوات الأخيرة ، ومن أجل تطوير المنتوج وتحسين مردودية كافة الشركاء وعلى رأسهم بطبيعة الحال الفلاح.
وتساءل أحد المهتمين بالقطاع عما قدمته مؤسسات شبه عمومية للفلاحين { في مجال زراعة الحبوب نموذجا} ، مقارنة مع شركة كوسومار التي تدعم الفلاح على امتداد الموسم من خلال عمليات الدمكلة والحرث والزرع والقلع والنقل والتسميد والأدوية والبذور المختارة ..ناهيك عن باقي التحفيزات الأخرى التي تبقى حسب المتحدثين، على الرغم من أهميتها ، دون تطلعات الفلاحين الذين يطمحون إلى المزيد من التكوين والتأطير والسفريات من اجل تبادل الخبرات والى دعم أبنائهم للدراسة بمؤسسات تعليمية ذات مستوى عالي عبر توفير الدعم اللائق.
وقال إن دعم البوطاكاز على سبيل المثال لا يهم الفلاح وحده، إنما يهم كافة المواطنين مما يطرح السؤال كيف أمكن للدولة أن لا تأخذ بعين الاعتبار وضعية المواطنين في مختلف الزيادات التي طالت بعض المواد الغذائية ، وأخذتها بعين الاعتبار في هذا المنتوج الذي لو ارتفع سعره قليلا لما تحسنت وضعية آلاف المغاربة لاعتبار منطقي ، وهو أن الفلاح يشكل القاعدة لا الاستثناء في الخريطة السكانية.
وطالب من الجهات المسؤولة على القطاع الفلاحي إيلاء المزيد من الرعاية الاجتماعية للفلاح باعتباره رجل أمن غذائي ، يساهم بكده وجهده في السلم الاجتماعي من خلال توفير الغذاء الذي يشكل إحدى أهم شروط الاستقرار ..، وتساءل عما قدمته له الدولة من دعم طيلة 20 سنة تقريبا مقارنة مع الزيادات المهولة التي عرفتها الأدوية والأسمدة واليد العاملة والكازوال ..

وكان بعض الفلاحين قد اشتكوا من الخسارة الفادحة التي تكبدوها جراء تأخير معمل السكر عملية تسلم الشمندر ، ودعى بعضهم الى مقاطعة انتاج هذه المادة في السنوات المقبلة .

 

الاخبار العاجلة