واسمعي يا لحكومة… الشغل والصحة والتعليم وإنقاذ نهر أم الربيع من التلوث وترميم القصبة الاسماعيلية أهم انتظارات ساكنة قصبة تادلة

20 يوليو 2017
واسمعي يا لحكومة… الشغل والصحة والتعليم وإنقاذ نهر أم الربيع من التلوث وترميم القصبة الاسماعيلية أهم انتظارات ساكنة قصبة تادلة

قصبة تادلة: محمد البصيري

 

 

في قلب المغرب وسط سهل تادلة و بمحاذاة نهر أم الربيع وغير بعيد عن جبال الأطلس المتوسط الشامخة، تربض مدينة قصبة تادلة التاريخية. المدينة لم تستفد من موقعها الجغرافي المتميز ومن موروثها التاريخي، إذ تبدو وكأن لعنة تاريخية أصابتها وأوقفت عجلة نموها السوسيو اقتصادي. الزمن يبدو متوقفا بالمدينة، إذ باستثناء النمو السريع للكثل الإسمنتية التي زاد من بشاعتها و قبحها الحزام الإسمنتي العشوائي الذي أفقد المدينة روح التحديث، التي وضع أسسها المستعمر الفرنسي من خلال إنشاء حي عصري تعرض بدوره لمكر التاريخ لترييف لافت، (باستثناء ذلك)، فالمدينة تبدو اقتصاديا و اجتماعيا راقدة بغرفة الإنعاش تئن من ألم الخصاص المهول في العديد من المجالات.

 

مشاكل المدينة عديدة تناولناها في مقالات عديدة سابقة ونعيد بسط أهمها بمناسبة زيارة الوفد الحكومي للجهة، لعل هذه المدينة المغبونة تحضى بالتفاتة المسؤولين الحكوميين.

– الشغل: تعتبر العطالة من المشاكل العويصة التي يعاني منها شباب قصبة تادلة. فالمدينة التي يتجاوز تعداد سكانها 40 ألف نسمة لا توجد بها ولو وحدة إنتاجية واحدة تتيح فرصا للعمل. فبعد نكبة إغلاق معمل الغزل إيكوز و تشريد 500 عامل، مع ما خلفته من مآسي اجتماعية، وإغلاق فندق المنظر الجميل وتسريح عماله، لم تشهد المدينة أية استثمارات عمومية أو خاصة من أجل إنعاش الدورة الإقتصادية وخلق فرص الشغل. لقد دخلت المدينة منذ أزيد من عقدين في دوامة الإنكماش الإقتصادي و التجاري، وازدادت بها نسب الفقر و الهشاشة و تنامت بعض الأنشطة غير المهيكلة المدرة لمداخيل بسيطة، وبات جل فقرائها يراهنون على العمل لبضعة أيام في أوراش التشغيل الموسمي المحدودة للجماعة الترابية (الإنعاش). وضعية التشغيل بالمدينة مقلقة للغاية، و تستدعي تدخلا عاجلا من أجل التصدي لكابوس البطالة الرهيب. فالمدينة في حاجة ماسة إلى نصيبها من البرامج التنموية الإقليمية و الجهوية و الوطنية.

 

– الصحة: يعاني الوضع الصحي بالمدينة من مشاكل كثيرة، جراء النقص الحاصل في الأطر والتجهيزات الطبية. فالمدينة تتوفر على مستشفى مصنف “محلي”، الذي رغم بنايته الفسيحة يعاني من نقص لافت في الأطر الطبية المتخصصة، حيث أن جل الحالات الوافدة على هذا المستشفى يتم توجيهها صوب المركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال. كما يوجد بالمدينة مركزين صحيين يشتغل بكل واحد منهما طبيب واحد و بضعة ممرضين، يعانون يوميا من الضغط الكبير جراء العدد الكبير للمرضى الوافدين على هذين المركزين من مختلف أحياء المدينة. لدا تبقى مطالب الساكنة، هي ترقية مستشفى مولاي اسماعيل و تزويده بالأطر الطبية المتخصصة و بالتجهيزات الطبية الحديثة، و فتح قسم الإستشفاء به في وجه المرضى. وتزويد المركزين الصحيين بأطباء و ممرضين و باللوازم الطبية لتقريب الخدمات الطبية من سكان المدينة.

– التعليم: تحتاج مدينة قصبة تادلة إلى إحداث مؤسسات تعليمية جديدة، فالمدينة شهدت توسعا عمرانيا و تزايدا في عدد ساكنتها، لم يواكبه، إحداث مؤسسات تعليمية. فآخر ثانوية تأهيلية (مولاي رشيد) تعود إلى سنة 1983، و التي باتت تعاني من الإكتظاظ. لدى فالمدينة في حاجة إلى ثانوية تأهيلية جديدة وإلى تسريع وتيرة إنجاز إعدادية أيت اعمر لتخفيف الضغط على ثانوية المسيرة الإعدادية، وإحداث مدارس ابتدائية بالأحياء ذات الكثافة السكانية. ولرفع الغبن عن المدينة و إنصافها، صار ضروريا إحداث نواة جامعية بها ومعاهد متخصصة، وتأهيل مؤسسة التكوين المهني من خلال إحداث مسالك و تخصصات جديدة تسهل الاندماج في سوق الشغل.
الشباب والرياضة: تعاني المدينة من نقص بين في التجهيزات الرياضية، فالمدينة في حاجة ماسة إلى ملعب معشوشب لتخفيف الضغط على الملعب البلدي الوحيد، وإلى ملاعب للقرب بمواصفات حديثة، وإلى قاعة مغطاة التي تم انتظارها أكثر من اللازم و حلبة مطاطية لألعاب القوى. كما يجب الإسراع في استكمال أشغال المسبح المغطى الذي طال أمد إنجازه. هذا فضلا عن ضرورة تأهيل دار الشباب أم الربيع وتجهيزها والتي تعتبر معلمة تاريخية تتعرض للتهميش و النسيان، وتأهيل مركز الاستقبال الذي لا يرقى في تجهيزاته و رونقه إلى مستوى مراكز الاستقبال بمدن أخرى.

– إنقاذ نهر أم الربيع من مخاطر التلوث : وذلك من خلال التسريع في إخراج مشروع محطة تصفية المياه العادمة إلى الوجود، و حماية النهر من سموم 17 قناة عشوائية للمياه العادمة تصب مباشرة في مياهه. وبالموازاة مع ذلك، ضرورة تحقيق حلم السكان وحقهم في منتزهات جميلة بضفاف النهر التي تحتاج إلى تهيئة شاملة، خاصة أن سكان المدينة يعانون خلال فصل الصيف من الحرارة المفرطة و من غياب فضاءات الإستجمام، إذ أن مشروع تأهيل ضفاف النهر بات من الأولويات، وأن التصالح مع نهر أم الربيع صار مطلبا ملحا. كما أن إحداث مطرح عمومي للنفايات الصلبة بمكان بعيد عن المدينة و عن النهر وبمواصفات تحترم المحيط البيئي بات مطلبا للسكان، لتفادي الروائح الكريهة والأدخنة المنبعثة من المطرح الحالي المتواجد بشرق المدينة، وتجنب تلويث نهر أم الربيع المجاور للمطرح و كدا الفرشة المائية.

 

– استكمال مشروع ترميم القصبة الإسماعيلية : هذه القصبة التي تعتبر أهم معلمة تاريخية بالمدينة، و التقصي بخصوص الشطر الأول من الترميم الذي بدأ يتلاشى بشكل مثير. و العمل على إصلاح المسجد الأعظم المغلق منذ شهور، وإنقاذ المدينة العتيقة من التهميش و رد الإعتبار لها.

ضرورة استفادة الجماعات المجاورة لقصبة تادلة من الموارد المائية للمنطقة، وخلق مجال فلاحي سقوي، للنهوض بأوضاع المزارعين و الفلاحين والأسر القروية التي لازالت رهينة التساقطات المطرية، خاصة أن المنطقة تتوفر على أراضي فلاحية خصبة، بإمكانها المساهة في التنمية و خلق الثروة و فرص الشغل.

هذه بعض من الأوراش التي بإمكانها أن تساهم في إنعاش مدينة قصبة تادلة وإخراجها من سباتها السوسيو اقتصادي، و إزاحة لعنة البؤس والركود عنها، و التي لن تتحقق إلا بتدخل حكومي عاجل.

فهل سيطلع الوفد الحكومي برئاسة سعد الدين العثماني على مطالب ساكنة هذه المدينة التاريخية، هذا ما نتمناه على كل حال.

الاخبار العاجلة