القيظ المفرط نهارا والصهد الخانق ليلا يحولان حياة ساكنة جهة بني ملال خنيفرة إلى جحيم ومطالب بتخفيض سعر الكهرباء خلال فصل الصيف بالمناطق الحارة

27 يونيو 2017
القيظ المفرط نهارا والصهد الخانق ليلا يحولان حياة ساكنة جهة بني ملال خنيفرة إلى جحيم ومطالب بتخفيض سعر الكهرباء خلال فصل الصيف بالمناطق الحارة

بني ملال: محمد البصيري

 

 

لا حديث داخل البيوت وبالمقاهي وأماكن العمل بجهة بني ملال خنيفرة سوى عن موجة الحرارة المفرطة التي اجتاحت المناطق الوسطى بالمغرب خلال هذه الأيام، حيث القيظ الشديد خلال النهار، والصهد الخانق خلال الليل.
لقد بات السكان بجهتنا يتتبعون باهتمام بالغ النشرات الجوية، ويتطلعون إلى هبوط درجة الحرارة عن أرقامها القياسية التي قاربت الخمسين درجة. ويتناقل رواد صفحات التواصل الإجتماعي بالجهة صور لوحات بعض المؤسسات البنكية التي أشار محرارها إلى درجات حرارة مخيفة ببعض المناطق.

فخلال وسط النهار تقل الحركة، وينزوي جل السكان ببيوتهم بعد إحكام إغلاق الأبواب والنوافذ والستائر لصد لهيب الحرارة ورياح الشركي الساخنة والخانقة. وتستعين بعض الأسر من دوي الدخل المحدود بالمروحيات الهوائية واليدوية لتلطيف الأجواء، فيما تستعمل بعض الأسر أجهزة المكيفات الهوائية التي ليست في متناول الأسر الفقيرة.

ويشتكي مستعملو هذه المكيفات من غلاء فاتورات الكهرباء، التي تستنزف جيوبهم وتفوق مبالغها أحيانا ألف درهم للشهر. وفي هذا الإطار دعا مواطنون في اتصال مع الجريدة إلى ضرورة استفادة المناطق الداخلية والشرقية والجنوبية التي تشهد حرارة مفرطة من تخفيضات في سعر الكهرباء خلال فصل الصيف في إطار التضامن مع سكان هذه المناطق وفي إطار العدالة المجالية، وتمكين عموم السكان من تلطيف الأجواء الحارة داخل البيوت.
هذا و لإنعاش أجسادهم الفتية والإحتماء من لسعات أشعة الشمس الحارقة، يلجأ الأطفال والشبان المنحدرين من الأحياء الشعبية رغم المخاطر إلى الأودية والسواقي وقنوات الري ومياه النافورات الملوثة، لغطس أبدانهم في الماء، والهروب للحظات من القيظ الشديد، وهو اللجوء المحفوف بمخاطر الموت والذي يتحول أحيانا إلى مآسي وفواجع صادمة، حيث باتت جهتنا تحقق أرقاما لافتة في عدد الموتى غرقا خاصة بأقاليم بني ملال والفقيه بنصالح وأزيلال، كما حصل الصيف الماضي وبداية هذا الصيف، جلهم من الأطفال و الشبان، والذين باتوا يوصفون بشهداء الصهد والقيظ، وضحايا السياسات المحلية المختلة، حيث ندرة المسابح العمومية وفضاءات الإستجمام والترفيه بجل مدن ومراكز الجهة.

ويتوجه بعض المحظوظين وأبنائهم إلى المسابح الخاصة التي شيدها مستثمرون خواص بمحطات الوقود أو ببعض المنشآت الفندقية والتي يبقى ثمن الولوج إلى خدماتها بعيدا عن متناول الأغلبية الساحقة، إذ يتراوح ثمن السباحة بها بين 30 و100 درهم للفرد الواحد.
إلى ذلك، وفور غروب الشمس يغادر السكان منازلهم التي تصبح كالأفران، ويقصدون بعض الحدائق والمنتزهات بحثا عن نسيم عليل ينسيهم جحيم النهار. ويبقى العديد من السكان خارج بيوتهم حتى ساعات متأخرة من الليل، وبعضهم يستسلم للنوم أمام مساكنهم حتى ظهور خيوط النور الأولى بعد الفجر، لتتكرر من جديد نفس المعاناة مع الظروف المناخية القاهرة.
كما تشهد العديد من المناطق القروية والجبلية بالجهة احتجاجات للسكان بسبب ندرة المياه وشبح العطش، حيث يقطع الأطفال و النساء على ظهر الدواب عشرات الكلمترات في ظروف طبيعية قاهرة من أجل التزود بالماء الشروب.
وبخصوص التأثيرات الصحية لموجة الحرارة القاسية بالجهة، يعاني بالخصوص الأطفال والمسنين من موجات الحرارة القاسية، وتشهد أقسام المستعجلات بمختلف المستشفيات والمراكز الصحية، تزايدا ملحوظا في عدد الوافدين عليها في مثل هذه الفترات بسبب التسممات الغذائية وضربات الشمس ولسعات الحشرات السامة.
و يتعين وفق نصائح طبية تفادي الخروج في الأوقات التي تشتد فيها الحرارة من الحادية عشر صباحا إلى الساعة الرابعة بعد الزوال، وفي حالة الاضطرار للخروج ينصح بوضع قبعات على الرأس وارتداء لباس قطني فضفاض وغير داكن وشرب الكثير من الماء.

 

 

الاخبار العاجلة