رغم الظروف المناخية الصعبة التي يشهدها إقليم أزيلال بسبب موجة البرد القارس والتساقطات الثلجية الكثيفة، تواصل الأطر الصحية، بتفانٍ ومسؤولية عالية، تنزيل عملية «رعاية» الهادفة إلى حماية صحة الأمهات الحوامل وضمان ولادات آمنة في وسط صحي مراقب.
وفي هذا الإطار، تعمل مندوبية الصحة والحماية الاجتماعية بأزيلال على تنفيذ عملية دقيقة لجرد النساء الحوامل، خصوصًا المقبلات على الوضع، مع تتبع أوضاعهن الصحية بشكل استباقي، قصد تشجيعهن على التوجه نحو المؤسسات الصحية ودور الأمومة، تفاديًا لأي مخاطر قد تنجم عن الولادة في المنازل أو في ظروف مناخية قاسية.
وترتكز هذه العملية على تنسيق محكم وتعاون وثيق بين مختلف المتدخلين، من ضمنهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والسلطات المحلية، والجماعات الترابية، إضافة إلى الجمعيات المشرفة على تسيير دور الأمومة، والوسيطات الجماعاتيات، اللواتي يضطلعن بدور محوري في التحسيس والتوجيه وتقريب الخدمات من النساء في المناطق الجبلية والمعزولة.
وتوفر المراكز الصحية ودور الأمومة بالإقليم طاقة استيعابية تفوق 80 سريرًا، إلى جانب خدمات متكاملة تشمل الإيواء، والتغذية، والنقل، ما يعكس حجم التعبئة التي تبذلها الأطر الصحية لضمان التكفل الأمثل بالأم والوليد، رغم صعوبة المسالك ووعورة التضاريس خلال فترات تساقط الثلوج.
وتُجسّد هذه المجهودات اليومية روح الالتزام الإنساني والمهني للأطر الصحية بإقليم أزيلال، التي تواصل عملها في ظروف استثنائية، واضعة صحة الأمهات وسلامة المواليد في صلب أولوياتها، تأكيدًا على أن الحق في الصحة يظل مكفولًا حتى في أقسى الظروف المناخية.
