مولاي محمد الوافي
يواصل المغرب ترسيخ مكانته كقوة عالمية في صناعة وتصدير السمك المعلب، وخاصة السردين، بعدما صنفته تقارير دولية، من بينها صحيفة لاراثون الإسبانية، في صدارة الدول المنتجة والمصدرة لهذا المنتوج. وتقدر كمية الإنتاج الموجهة للأسواق الدولية بأزيد من 15 ألف طن سنويا، ما يعكس تطورا كبيرا في القطاع البحري والصناعات المرتبطة به.
ويستند هذا التفوق إلى منظومة صناعية متكاملة تعتمد على وحدات التحويل المنتشرة في مدن كأكادير وآسفي والعيون، حيث توفر هذه الوحدات فرص شغل واسعة، خصوصا للنساء، وتساهم في إنعاش الاقتصاد المحلي بمختلف المناطق الساحلية.
اختيار المغرب الاستثمار في التعليب مكنه من الرفع من القيمة المضافة للمنتجات البحرية، وتوسيع حضوره في الأسواق الأوروبية والآسيوية والعربية. وقد ساعد تحديث الأسطول البحري، واعتماد نظام تتبع صارم، والحصول على شهادات دولية للجودة، في تعزيز ثقة الشركاء الأجانب ورفع تنافسية المنتوج المغربي.
وهكذا يواصل المغرب بناء تموقع استراتيجي يجمع بين الاستغلال الأمثل للثروة البحرية، وخلق فرص الشغل، وتقوية علامة “صنع في المغرب”، في وقت تزداد فيه الحاجة عالميا لمنتجات غذائية عالية الجودة ومستدامة.























