مولاي محمد الوافي
وجه المغرب مراسلة رسمية وقوية اللهجة إلى منظمة اليونسكو، احتجاجا على ما وصفه بانحدار غير مسبوق في لغة الخطاب الصادر عن الجهات الجزائرية، خصوصا بعد رصد استعمال عبارات مسيئة وغير محترمة في مراسلات رسمية تتعلق بملفات تراثية مغربية.
المغرب، وفق الوثيقة، عبر عن استغرابه واستيائه من الخطاب الذي لجأ إليه “كابرانات الجزائر”، والذي غابت عنه أبسط قواعد اللياقة الدبلوماسية، بعدما تضمن تعبيرات من قبيل “المخزن” و“مملكة مراكش”. وهي مصطلحات اعتبرتها الرباط بعيدة عن الأعراف الدولية ومناقضة تماما للغة المؤسسات والمعاملات الرسمية بين الدول.
وأكدت المراسلة المغربية أن اعتماد تلك التعابير السوقية يكشف عن استهتار واضح بقواعد التعامل الدبلوماسي، ومحاولة متعمدة للإساءة للمغرب بدل الانخراط في نقاش علمي وقانوني شفاف حول الملفات التراثية المعروضة أمام اليونسكو. كما شددت على أن التنافس حول التراث يجب أن يبقى في إطاره الحضاري والثقافي، دون انزلاق نحو خطاب الشتم أو الانتقاص من الآخر.
كما نبهت الرباط المنظمة الدولية إلى أن هذا السلوك لا يقتصر على انحدار لغوي فحسب، بل يرتبط أيضاً بمحاولات وصفتها بـ“اليائسة” من طرف الجزائر لنسب عناصر من التراث المغربي إليها، معتبرة أن الأمر يدخل في إطار “التزييف والسطو الثقافي” الذي يتكرر في المحافل الدولية.
وطالبت المراسلة المغربية اليونسكو بالتدخل لضمان احترام هوية التراث المغربي ومنع أي ممارسات أو تعابير قد تشوش على أصالته، مذكرة بأن احترام المصطلحات الرسمية جزء أساسي من احترام سيادة الدول وثقافتها وتاريخها.
وتعكس هذه الواقعة، حسب الرباط، استمرار الجزائر في افتعال صراع ثقافي لا أساس تاريخي له، في وقت تواصل المملكة الدفاع عن تراثها وهويتها الحضارية بكل الوسائل المشروعة داخل المؤسسات الدولية، واضعة نصب أعينها صون الذاكرة المغربية من كل محاولات التزييف أو الاستحواذ.
بهذه الرسالة، يؤكد المغرب مجددا أنه لن يقبل بأي تجاوز من شأنه الإساءة لتاريخه أو مؤسساته أو تراثه العريق، وأنه سيواصل الرد—بالحجة والقانون—على كل ممارسات لا تحترم قواعد الدبلوماسية وأخلاق العلاقات بين الدول.






















