محمد الأشهب
تعيش عشرات الأسر المنحدرة من إقليم الفقيه بن صالح واقليم خريبكة خصوصا وادي زم وأبي الجعد على وقع القلق والحزن منذ أسابيع، بعد اختفاء قارب للهجرة غير النظامية كان يقل مجموعة من شباب المنطقة، أبحروا من سواحل مدينة بوجدور يوم الأربعاء 16 أكتوبر 2025 في اتجاه جزر الكناري، قبل أن ينقطع الاتصال بهم بشكل مفاجئ ومريب.
القارب المطاطي، الذي تقول العائلات كان على متنه نحو 47 شخصا من بينهم امرأة وطفلة قاصر، لم يعرف له أي أثر منذ لحظة الإبحار، ما أدخل العائلات في دوامة من الانتظار المؤلم والبحث المتواصل عن أي بصيص أمل يكشف مصير أبنائهم.
ورغم مرور أسابيع على الحادث، لم تتوصل الأسر بأي خبر رسمي من الجهات المغربية أو الإسبانية حول ما إذا كان المفقودون قد تم إنقاذهم أو أنهم في عداد الضحايا.
وقد نظمت العائلات المكلومة وقفات احتجاجية، رافعة نداءات استغاثة إلى الرأي العام الوطني والدولي، وإلى الجمعيات الحقوقية والمنظمات الإنسانية، من أجل التدخل العاجل والبحث عن الحقيقة، فكل يوم يمر يزيد من معاناتهم، ويضاعف من وجع الانتظار الذي صار يثقل قلوب الأمهات والآباء الذين لا ينامون ليلا من شدة القلق والخوف على مصير أبنائهم.
وتقول إحدى الأمهات في لحظة انكسار: “ما بقينا عارفين واش ولادنا حيين ولا ميتين… بغينا غير نعرفو الحقيقة ونرتاحو”، كلمات تختصر مأساة إنسانية صارت تتكرر في عدد من مناطق الجهة، حيث تدفع البطالة والفقر واليأس العديد من الشباب إلى ركوب قوارب الموت بحثا عن مستقبل أفضل.
وتبقى هذه المأساة جرحا مفتوحا يختزل معاناة أسر بأكملها، تنتظر خبرا قد يطفئ لهيب الحيرة، أو على الأقل يضع حدا لعذاب الانتظار الذي طال.
