الليلة التاريخية بمجلس الأمن.. بوريطة دينامو المفاوضات يحكي كواليس حسم التصويت لصالح المغرب بتدخل مباشر من الملك محمد السادس

هيئة التحرير2 نوفمبر 2025
الليلة التاريخية بمجلس الأمن.. بوريطة دينامو المفاوضات يحكي كواليس حسم التصويت لصالح المغرب بتدخل مباشر من الملك محمد السادس

مولاي محمد الوافي

 

في لقاء خاص بثته القناة الثانية، كشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن تفاصيل ما وصفه بـ”الليلة التاريخية” التي شهدت تصويت مجلس الأمن على القرار الداعم لمقترح الحكم الذاتي المغربي في الصحراء، مؤكدا أن جلالة الملك محمد السادس قاد شخصيا الاتصالات الحاسمة التي رجحت كفة المملكة في اللحظات الأخيرة.

وأوضح بوريطة أن تركيبة مجلس الأمن الحالية جعلت المفاوضات أكثر صعوبة وتعقيدا، قائلا إن “المجلس هذه المرة كان مختلفا تماما، فوجود دول مثل باكستان وغويانا والصومال جعل التوازن هشا، لأن لكل دولة حساباتها ومشاكلها الداخلية، وهو ما تطلب عملا دبلوماسيا دقيقا ومتواصلاً”. وأضاف أن غياب دولة الإمارات العربية المتحدة عن التشكيلة الجديدة حرم المغرب من عنصر توازن كان أساسيا في السنوات الماضية.

وأشار الوزير إلى أن الجانب الأوروبي لم يكن أيضا في صالح المغرب كما في دورات سابقة، حيث غابت دول صديقة مثل البرتغال لتحل محلها دول أخرى كالدنمارك وسلوفينيا واليونان، ما تطلب جهدا مضاعفا لإقناعها بعدالة الموقف المغربي. أما في آسيا، فقد واجهت الدبلوماسية المغربية تحديات في كسب دعم دول مثل كوريا الجنوبية وباكستان، بينما شكل وجود دول مثل غويانا وبنما في أمريكا اللاتينية معطى سياسيا معقدا تطلب معالجة دقيقة.

وأكد بوريطة أن الموقف الحاسم جاء من الدول الكبرى دائمة العضوية، خاصة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، التي دعمت الموقف المغربي بعد تدخل مباشر من جلالة الملك محمد السادس، مضيفا أن “العمل الملكي المباشر والمكثف كان حاسما في تغيير مواقف بعض العواصم الكبرى وجعلها تتبنى الرؤية المغربية بشكل واضح”.

كما نوّه الوزير بالدور الإيجابي الذي لعبته سيراليون، واصفا إياها بالدولة الصديقة والمساندة الدائمة للمغرب، في حين كان موقف بنما يتطلب تعاملا خاصا بالنظر إلى طبيعة موقعها السياسي وحساسيتها، خصوصا بعد قرارها سحب الاعتراف بالكيان الانفصالي قبل عام واحد فقط.

وأبرز بوريطة أن اللحظة المفصلية جاءت عندما كان المغرب بحاجة إلى تسع أصوات فقط لتمرير القرار، قائلا: “في البداية كان لدينا دعم ست دول فقط، وكان جلالة الملك يتابع التطورات لحظة بلحظة، إلى أن تدخل بشكل مباشر وأجرى اتصالات شخصية حاسمة مكنت من كسب ثلاثة أصوات إضافية، وهو ما فتح الباب أمام باقي الدول لتلتحق بالموقف المؤيد للمغرب”.

واختتم الوزير حديثه بالتأكيد على أن ما تحقق في تلك الليلة لم يكن مجرد انتصار دبلوماسي عابر، بل ثمرة رؤية ملكية استراتيجية بعيدة المدى، تكرس المكانة القوية للمغرب على الساحة الدولية، وتؤكد أن قضاياه العادلة تحظى باحترام وتقدير واسع داخل أروقة الأمم المتحدة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة