حميد الخلوقي
في الوقت الذي تتخبط فيه جهة بني ملال خنيفرة في أزمات اجتماعية واقتصادية خانقة، حل رئيس الحكومة عزيز أخنوش وعدد من وزرائه المنتمين لحزب التجمع الوطني للأحرار بمدينة بني ملال، في لقاء حزبي اختاروا له عنوانا براقا: “عرض حصيلة الإنجازات”.
لكن الواقع المر يكشف أن ما سمي بـ”الإنجازات” لا وجود له إلا في الخطابات الرسمية والمنشورات الممولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
فبينما كان أخنوش يتحدث عن “النجاح الحكومي” و”تحقيق الوعود”، كانت أصوات ساكنة بني ملال تصدح بالحقائق الصادمة في تصريح عدد من الساكنة للموقع: بطالة مستفحلة، غلاء فاحش، وركود اقتصادي غير مسبوق.
فأحد المواطنين وصف الوضع بمرارة قائلا: “أسوأ فترة عرفتها جهة بني ملال هي فترة حكومة أخنوش، لا مصانع، لا فرص شغل، لا استثمار، فقط وعود تتبخر في الهواء.”
فهذه الجهة التي كانت تلقب يوما بـ”سلة غذاء المغرب” أصبحت اليوم على رأس الجهات الفقيرة والمهمشة، حيث تغيب العدالة المجالية، وتكرس المركزية في الرباط والدار البيضاء على حساب باقي الجهات.
فالشركات الكبرى لا توجه إلا إلى المحور الاقتصادي التقليدي، فيما تظل بني ملال ومناطقها تعاني من انعدام المشاريع الصناعية والبنى التحتية المنتجة.
حتى في مجال التعليم، لم تسلم الجهة من قرارات الحكومة المثيرة للجدل، فقد عبر عدد من الطلبة عن استيائهم من فرض نظام التوقيت الميسر وضرب مجانية التعليم الجامعي، معتبرين أن الحكومة الحالية تفتح الباب أمام خوصصة تدريجية للتعليم العالي، في تناقض صارخ مع شعارات تكافؤ الفرص.
أكثر من ذلك، يتحدث شباب المنطقة عن إقصاء ممنهج للكفاءات المحلية في التوظيف والمباريات العمومية، مقابل استفادة المقربين وأبناء الأحزاب من مناصب ومهام داخل المؤسسات العمومية وشبه العمومية.
فمواطنون أكدوا للموقع إنها صورة مصغرة لما بات يعرف بـ”حكومة الأعيان”، حيث تدار البلاد بمنطق الربح الانتخابي لا بمنطق التنمية الوطنية.
تواجد أخنوش ببني ملال لم يكن مناسبة لمكاشفة حقيقية مع المواطنين، بل يراها عدد من المواطنين الذين صرحوا للموقع انها مجرد حملة انتخابية مبكرة لتلميع الصورة ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من رصيد سياسي متآكل.
فالحكومة التي وعدت بـ”الدولة الاجتماعية” و”تقليص الفوارق المجالية” أثبتت أنها أبعد ما تكون عن نبض الشارع، خصوصا في الجهات المهمشة التي لا تجد سوى الخطابات المنمقة بديلا عن السياسات الواقعية.
فمواطنة مجازة تقول بحسرة للموقع:”اليوم، لم يعد المواطن البسيط في بني ملال بحاجة إلى خطابات الوعود، بل إلى قرارات ملموسة تضمن له العيش الكريم وفرص العمل والأمل في غد أفضل”.
أما اللقاءات الحزبية الموسمية بجهة بني ملال خنيفرة، فقد أصبحت أشبه بعروض تسويقية لمنتوج حكومي فاشل، لم يعد يقنع أحدا، خصوصا مع غياب التواصل الدائم مع الساكنة من طرف المنتخبين الذين لا تجد لهم أثرا عند الشدائد لكن تجدهم في الكراسي الأمامية في المناسبات الموسمية.























