تاكسي نيوز// تغطية = الرباط=
في أجواء جنائزية مهيبة، ودعت جهة بني ملال خنيفرة ومدينة الرباط، بعد صلاة الظهر بمقبرة الشهداء بالرباط، واحدا من أعلام الفكر والمعرفة، الأستاذ الجامعي والعميد السابق لكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، الدكتور محمد العاملي، الذي أسلم الروح إلى بارئها بعد صراع مرير مع المرض.
ووسط حشد من الأساتذة والباحثين والإداريين وطلبة الدكتوراه والماستر، امتزجت لحظات الفقدان بمشاعر الوفاء، حيث ارتفعت الأكف بالدعاء، وغمر الحزن قلوب كل من عرفوا الرجل عن قرب، بما عرف عنه من دماثة الخلق، وحب نادر للعلم، وتفان لا محدود في خدمة الجامعة المغربية.
لم يكن الدكتور العاملي مجرد أستاذ للتاريخ والتراث الجهوي، بل كان مدرسة قائمة بذاتها، ومثالا للرجل الأكاديمي الذي جمع بين صرامة الباحث ورهافة المثقف، وبين نزاهة المسؤول ورحابة المربي.
فخلال مسيرته، أرسى قيما ثابتة داخل كلية الآداب ببني ملال، وقادها بحكمة وتفان، تاركا وراءه بصمة واضحة وإرثا علميا سيظل شاهدا على عطائه.
وقدمت كل من جامعة السلطان مولاي سليمان، ومركز معابر، ورئيس الجمعية الخيرية الإسلامية ببني ملال، إلى جانب الاتحاد الوطني لطلبة المغرب فرع بني ملال، تعازيهم الخالصة، تقديرا لمكانته العلمية والإنسانية.
وفي لحظة الفقد، لم يكن الرثاء مجرد كلمات عابرة، بل شهادة حياة لرجل عاش من أجل المعرفة، وغرس في أجيال عديدة حب التاريخ وصدق الانتماء. واليوم، يرحل تاركا خلفه زوجته الدكتورة سعاد بلحسين وأسرته، ومعهم أسرة أكاديمية كبيرة ستظل تستحضر ذكراه بكل إجلال.
سلام على روحك الطاهرة، أيها العالم النبيل، لقد رحلت جسدا، لكنك ستبقى في الذاكرة ما بقي الوفاء، وفي صفحات التاريخ ما دام العلم شاهدا على بصمتك.