تبانت – آيت بوكماز
عاشت ساكنة آيت بوكماز، وتحديدا مركز جماعة تبانت، ليلة عصيبة بعدما فاجأت السيول الجارفة السكان والسياح على حد سواء، مخلفة أضرارا مادية ومشاهد مقلقة، في واحدة من أقوى الأمطار التي شهدتها المنطقة خلال هذا الصيف.
في قلب المركز، داخل احدى المقاهي التي كانت تستقبل أكثر من ثلاثين سائحا من جنسيات متعددة، كادت الأمور تخرج عن السيطرة لولا يقظة صاحب المقهى وتضامن عدد من المواطنين، الذين سارعوا إلى فتح قنوات تصريف المياه بشكل يدوي، بعد أن بدأت السيول تتدفق نحو المكان بشكل مخيف، وسط حالة من الذعر والارتباك.
شهود عيان أكدوا أن السياح عاشوا لحظات عصيبة وهم يشاهدون المياه تقترب بسرعة، في وقت لم تكن فيه المنطقة مستعدة لهذا الحجم من التساقطات، وهو ما يعيد إلى الواجهة إشكالية الاستعداد لمثل هذه الظواهر الطبيعية في منطقة جبلية وسياحية حساسة.
وفي تصريح للموقع، أكد عدد من السكان أن الوضع يتطلب التفكير في حلول دائمة لتصريف مياه الأمطار، كربط المركز مباشرة بوادي “آيت حكم”، تجنبا لأي خطر مستقبلي. كما أشاروا إلى أن أشغال التهيئة الجارية بالمركز تحتاج إلى وتيرة أسرع تتناسب مع طبيعة المنطقة الجغرافية والمناخية.
الفيضان لم يقتصر أثره على المركز، بل امتد إلى بعض الدواوير المجاورة، حيث جرفت المياه عددا من رؤوس الأغنام بدوار تبانت، كما اضطر بعض السكان في دواوير أيت إيمي، تبانت، وأكرض نوزرو إلى مغادرة منازلهم خلال الليل، خوفا من مزيد من السيول والانهيارات.
ويرى عدد من الفاعلين المحليين أن هذه الأحداث تدعو إلى إعادة التفكير في البنية التحتية وتصريف مياه الأمطار، بشكل يضمن أمن وسلامة الساكنة والزوار، خاصة أن المنطقة تعرف إقبالا متزايدا في فصل الصيف.
ويبقى الأمل معقودا على تنسيق الجهود بين مختلف المتدخلين لتسريع وتيرة الأشغال، وتفعيل حلول وقائية تضمن سلامة السكان والزوار في مثل هذه الظروف