عبد اللطيف الباز- تاكسي نيوز من إيطاليا
في حادثة مؤلمة وغريبة خلفت حالة من الذهول والاستياء، تفاجأت عائلة تنحدر من ضواحي مدينة بني ملال بتسلم جثمان سيدة مجهولة بدلا من جثمان إبنها الذي كانت تنتظره قادما من الديار الإيطالية بعد وفاته هناك، في ما وصف بـ”الخطأ الكارثي في تسليم الجثامين”.
وحسب ما أفادت مصادر مطلعة، فإن العائلة كانت تترقب وصول جثمان إبنها إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء تمهيداً لنقله إلى سيدي حمادي ضواحي بني ملال لدفنه، غير أن صدمة كبيرة خيّمت عليهم حين اكتشفوا بعد فتح النعش أن الجثة التي تسلموها تعود لسيدة مجهولة، وليس للراحل المنتظر.
وأوضح المصدر ذاته أن الأسرة كانت على استعداد تام لمراسم الجنازة، قبل أن يصدمهم هذا الخطأ الفادح الذي خلّف صدمة في أوساطهم، خاصة وأن الأمر يتعلق بحدث بالغ الحساسية كوفاة قريب.
الحادثة أثارت موجة استنكار واسعة في صفوف الرأي العام المحلي، حيث طالب العديد من المتابعين عبر وسائل التواصل الإجتماعي بفتح تحقيق عاجل لتحديد الجهات المسؤولة عن هذا الخطأ، سواء في المطار أو في الجهة التي أشرفت على شحن الجثمان من إيطاليا.
كما دعا شقيق المتوفى إلى تدخل عاجل من السلطات المعنية لتدارك الأمر، وإعادة الجثمان الحقيقي في أقرب وقت ممكن، مؤكدا أن العائلة تعيش “كابوسا نفسيا” يصعب وصفه.
حتى كتابة هذه الأسطر، لم تصدر أية جهة رسمية بلاغا توضيحيا بشأن الواقعة، كما لم يُعلن بعد عن فتح تحقيق إداري أو قضائي في ملابسات الخطأ. ويُرجّح أن يتم فتح تحقيق من طرف النيابة العامة المختصة لمعرفة ظروف وملابسات الاستبدال الخطير.
هذه الحادثة تعيد إلى الواجهة ملف تدبير عمليات نقل الجثامين من إيطاليا، حيث تُطرح تساؤلات عديدة حول مدى دقة الإجراءات المتّبعة والتنسيق بين الجهات المعنية، من المراكز القنصلية إلى شركات الطيران، ثم مصالح تسليم الجثث.
ويبقى السؤال معلقا : من المسؤول عن هذا الخطأ المؤلم، وما مصير جثمان الشاب الذي لم يُعرف بعد مكان وجوده الحقيقي؟