محمد الأشهب
في الوقت الذي كان يفترض أن يكون فيه ملتقى المهاجر بمدينة الفقيه بن صالح فرصة حقيقية لفتح نقاشات جدية مع أفراد الجالية حول مشاكلهم وانتظاراتهم، تحول الحدث، حسب ما جاء على لسان أحد المهاجرين والمستثمرين المنحدرين من المدينة، إلى مجرد مهرجان استعراضي طغت عليه مظاهر “الشطيح والرديح”، دون أي أثر ملموس على أرض الواقع.
المهاجر الذي نشر مقطع فيديو ناري انتشر على نطاق واسع، لم يخف غضبه من طريقة تنظيم الملتقى، موجها انتقادات لاذعة للمسؤولين، وعلى رأسهم عمالة إقليم الفقيه بن صالح، حيث عبر عن استغرابه من غياب أي حوار جدي مع المهاجرين، وغياب فضاء مؤسساتي يتفاعل مع مشاكلهم الحقيقية.
وأوضح ذات المتحدث، أن الملتقى يعتبر فرصة ضائعة كان يمكن استثمارها للاستماع إلى مطالب الجالية المرتبطة أساسا بتعقيد المساطر الإدارية، وغلاء الأسعار، وكذا العراقيل التي تواجه أي مبادرة استثمارية، مشددا على ضرورة إحداث مكتب دائم بالمدينة مخصص لتلقي شكايات المهاجرين وتتبع مشاريعهم، بدل الاكتفاء بالخطب الرسمية والاحتفالات الفولكلورية.
وفي رسالته المباشرة للمسؤولين، دعا المهاجر إلى التركيز على “الضروريات” من تبسيط للإجراءات، وتسهيل الولوج إلى العقار، ومحاربة البيروقراطية، بدل الاكتفاء بالجانب الاحتفالي الذي – حسب وصفه – لم يعد يقنع أحدا.
هذا النداء يعكس بشكل واضح حجم الهوة بين واقع الجالية وطموحاتها، وبين ما يقدم لها من منصات شكلية لا ترقى إلى مستوى تطلعات من ضحوا بالغالي والنفيس في ديار المهجر.
فهل تلتقط عمالة الفقيه بن صالح الرسالة هذه المرة؟ أم أن “الشطيح والرديح” سيظل العنوان الأبرز لكل لقاء يفترض أن يكون فرصة للتغيير؟