حميد الخلوقي
أثار مشروع تهيئة جنبات شارع تمكنونت بمدينة بني ملال موجة من الاستغراب والاستياء وسط عدد من المواطنين، الذين عبروا عن خيبة أملهم من الشكل النهائي للأشغال الجارية، معتبرين أن ما تم إنجازه لا يرقى إلى تطلعاتهم، بل ويشكل تراجعا واضحا في جودة التهيئة الحضرية.
وقد فوجئ المارة وأبناء المنطقة بقيام الشركة المكلفة بالأشغال بتبليط الأرصفة بالإسمنت وتزيينها بقوالب حديدية، وهي طريقة عادة ما تستخدم في المسالك الجبلية أو الممرات السياحية الوعرة، وليس في شوارع حضرية وسط المدينة.
وكان المنتظر، حسب تصريح العديد من السكان، هو اعتماد “الزليج” أو مواد ذات جمالية تتماشى مع جمالية المكان المليء بالأشجار وتمنح الأرصفة طابعا حضاريا ولائقا.
ويرى منتقدو هذه التهيئة أن “التصور التقني” الذي تبنته الشركة المنفذة لا يعكس أبسط معايير الذوق الحضري ولا يأخذ بعين الاعتبار حاجة المدينة لتأهيل جمالي يعزز جاذبيتها، خاصة في ظل مشاريع التهيئة التي يراهن عليها المواطنون لتحسين الفضاء العمومي.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي تثير فيها أشغال الإصلاح الجدل، حيث لا يزال كثيرون يتحسرون على ما آلت إليه “ساحة الحرية” التي تحولت، بعد إصلاحها، من فضاء جميل إلى نقطة مهملة تستغل غالبا من قبل المتسكعين، وسط أرضية متسخة وإصلاحات وصفت بـ”العشوائية” و”غير المدروسة”.
ويطالب المواطنون من الجهات المسؤولة، وعلى رأسها والي الجهة، بالتدخل العاجل لمراجعة هذه التصاميم، واعتماد مقاربة تشاركية تراعي آراء الساكنة وتحترم خصوصية المدينة، تفاديا لإهدار المال العام في مشاريع لا تحقق لا الجودة ولا الجمالية المرجوة.
عقليات حجرية. يضحكون على الذقون لأن أغلب الشعب في دار غفلون……