عبد الصمد السباعي // قصبة تادلة
لاتزال القصبة الإسماعيلية بمدينة قصبة تادلة تئن تحت وطأة الإهمال، بعد أن تحولت من معلمة تاريخية شاهدة على حقب من المجد الحضاري في عهد العلويين إلى جدران متهاوية تتساقط منها الأحجار، وسط صمت الجهات المسؤولة وتأخر واضح في تنزيل وعود الإصلاح والترميم.
قبل أشهر، استبشرت ساكنة تادلة خيرا بزيارة والي جهة بني ملال خنيفرة، الذي بادر، مباشرة بعد تنصيبه، إلى تفقد القصبة وأعطى تعليماته لإطلاق الدراسات اللازمة بغية إنقاذ المعلمة من التلاشي، مؤكدا أن حماية الموروث التاريخي للجهة يشكل أولوية.
لكن بعد مرور كل هذا الوقت، لم ير المواطنون سوى مزيدا من التشققات والانهيارات في أسوار القصبة، في مشهد مؤلم يعكس انفصال الخطاب الرسمي عن الواقع، والتباين بين النوايا المعلنة والتنفيذ على الأرض.
القصبة الإسماعيلية، التي تعد من أبرز المعالم التاريخية باقليم بني ملال والجهة خصوصا والمغرب على العموم، ليست فقط بناية قديمة، بل ذاكرة جماعية للمنطقة ورمز لهويتها الثقافية والعمرانية، ومع ذلك، لا تزال عرضة للاندثار، في غياب رؤية واضحة وجدولة زمنية دقيقة لإنقاذها.
وفي ظل هذا التأخر المقلق، تتعالى أصوات الفاعلين المحليين والمجتمع المدني لمطالبة السلطات الولائية بتحرك فعلي، لا يقتصر على الزيارات البروتوكولية أو التصريحات العابرة، بل يترجم إلى مشاريع ملموسة تحفظ للقصبة قيمتها التاريخية، وتعيد لها الاعتبار كموروث يستحق الحماية والرعاية لا الإهمال والنسيان.