عادل. ه
مدينة بني ملال، التي كانت تعرف لعقود بـ”مدينة المياه والأشجار”، أصبحت اليوم تعاني من خصاص بيئي صارخ، لا يليق بتاريخها ولا بطموحات ساكنتها، فقد أصبحت المساحات الخضراء نادرة ومحدودة، فيما يشهد الصيف درجات حرارة مرتفعة وغياب شبه تام لمتنفسات عمومية مهيأة تستوعب المواطنين في ظروف مريحة.
الواقع اليوم يفرض تحركا سريعا ومدروسا، فمعظم الحدائق المتوفرة إما في حالة تدهور، مثل حديقة شارع محمد السادس وحديقة الذهب الأولمبي، أو غير كافية من حيث القدرة الاستيعابية، كما هو الحال مع الحديقة القريبة من المدار بطريق تادلة التي تعيش اكتظاظا يوميا.
إننا، كمواطنين من داخل المدينة، نطالب بإحداث حدائق ومتنفسات خضراء جديدة في مختلف مداخل المدينة، وخاصة في:
• مدخل طريق مراكش، خصوصا قرب منطقة الفروسية؛
• مدخل طريق الفقيه بنصالح؛
• مدخل أزيلال؛
• ومدخل قصبة تادلة.
فلابد من الإشارة أن تهيئة هذه المداخل بمساحات خضراء لن يحسن فقط المشهد الحضري، بل سيخلق مناطق راحة وترفيه لآلاف الأسر، وسيساهم في تخفيف الضغط عن الفضاءات الموجودة حاليا.
وفي هذا السياق، وجه عدد من المواطنين نداء صادقا ومفتوحا إلى محمد بنريباك، والي جهة بني ملال–خنيفرة، من أجل قيادة مبادرة لإطلاق اتفاقية شراكة موسعة بين ولاية الجهة، مجلس الجهة، المجلس الجماعي، المجلس الإقليمي، والقطاعات الوزارية المعنية، تهدف إلى:
• توسيع الفضاءات الخضراء الحالية؛
• إحداث حدائق نموذجية في مداخل المدينة؛
• تأهيل الحدائق المتدهورة؛
• وتجهيزها بمرافق خدمية وترفيهية تستجيب لتطلعات المواطنين.
هذا، وثمن عدد من المصرحين للموقع الجهود المشكورة التي يبذلها الوالي في الإشراف على مشروع المنتزه الإيكولوجي لعين أسردون، الذي نأمل أن يرى النور في أقرب الآجال، ليكون فضاء بيئيا رائدا ومتنفسا حقيقيا لساكنة بني ملال وزوارها.
لكن المنتزه الإيكولوجي، رغم أهميته، لا يمكنه وحده تلبية الحاجيات المتزايدة للسكان. لهذا، فالحاجة ماسة إلى رؤية خضراء شاملة، تراعي العدالة المجالية، وتعيد لبني ملال مكانتها الطبيعية كمدينة خضراء تُحترم فيها البيئة وتصان فيها كرامة العيش.
ننتظر من المسؤولين التفاعل مع هذه النداءات بإرادة قوية، من أجل مدينة تتنفس الطبيعة، وتستعيد توازنها البيئي، وتفتخر بهويتها كعاصمة للماء والخضرة
