تاكسي نيوز// موحى الفرقي
لاحديث بين ساكنة إقليم أزيلال هذه الأيام سوى عن تنظيم مهرجان فني وترفيهي في وقت تعيش فيه عدد من مناطق الإقليم، كآيت بوكماز وآيت امحمد ، على وقع احتجاجات متواصلة للمطالبة بفك العزلة وإنهاء التهميش الذي طال هذه المناطق لسنوات.
والمفارقة الصارخة التي أثارت استياء المواطنين، تكمن في اختيار توقيت المهرجان، الذي تزامن مع مسيرات ووقفات احتجاجية حاشدة رفعت شعارات قوية ضد الوضع الاجتماعي المزري، وانعدام البنيات التحتية، وتردي الخدمات الأساسية كالصحة، التعليم، والطرق…
ويرى متتبعون أن تنظيم مثل هذه التظاهرات الترفيهية في سياق اجتماعي محتقن، يعكس انفصالا واضحا بين اهتمامات المنتخبين وبين أولويات الساكنة التي تطالب فقط بالعيش الكريم والحقوق الأساسية.
كما أن هذه المهرجانات بأزيلال خصوصا وبجهة بني ملال خنيفرة، حسب أصوات معارضة، لا تعدو أن تكون شكلا من أشكال هدر المال العام، بل إنها أصبحت مصدر اغتناء لفئة محظوظة تستفيد من الريع المرتبط بتدبيرها، خصوصا أولئك الذين يحصدون صفقات التنظيم، التصوير، الترويج، والخدمات اللوجستيكية المصاحبة، دون أن تكون هناك شفافية أو تقييم واضح للأثر الثقافي أو التنموي لهذه الأنشطة.
وفي ظل الظروف الحالية، كان من الأجدر، حسب رأي كثيرين، توجيه ميزانية المهرجان نحو مشاريع تنموية مستعجلة، تساهم في التخفيف من معاناة ساكنة المناطق الجبلية بالجهة، وتظهر حسن النية في الاستجابة للمطالب الشعبية.
كما تساءل نشطاء محليون عن الأهداف الحقيقية وراء إقامة مهرجان في مدينة تعاني من خصاص حاد على عدة مستويات، معتبرين أن “الفرجة” لا يمكن أن تكون بديلا عن التنمية، ولا يجب أن تستعمل لتلميع صورة المسؤولين على حساب واقع مرير تعيشه شرائح واسعة من المواطنين.