عمر بولمان
في قلب مدينة مراكش، وتحديدا على مستوى حي ازلي الجنوبي 1، المحاذي لمدرسة الخالد، تتصاعد أصوات الاستياء من طرف السكان، بسبب الفوضى الليلية التي حولت الحي السكني إلى مسرح دائم للاستعراضات العشوائية على متن الدراجات النارية، وسط غياب ملحوظ لأي تدخل رادع من طرف الجهات المعنية.
مع حلول كل مساء، يبدأ كابوس جديد لساكنة الحي، حيث يتوافد عدد من الشباب والمراهقين على متن دراجات نارية معدّلة ومزودة بعوادم تحدث ضجيجا صاخبا، وينطلقون في تنفيذ مناورات خطيرة وسباقات غير قانونية تعرف محليا بـ”الكابراج”، وهي حركات بهلوانية على الطرقات تمارس بشكل استفزازي وخارج عن القانون، مخلفة حالة من الذعر لدى الأسر، خصوصا الأطفال والمسنين والمرضى.
“نحن نعيش وسط دوامة من الضجيج والتوتر، ولا أحد يتحرك لإنصافنا”، يقول : ( يحيى ن)، أحد المتضررين من الظاهرة، مضيفا:
“الليل أصبح مرادفا للفوضى وانعدام الراحة. كل يوم نواجه صخبا لا يطاق دون أن يحرك المسؤولون ساكنا”.
عدد من السكان عبّروا عن سخطهم مما وصفوه بـ”تجاهل متواصل لمعاناتهم اليومية”
ويؤكد أحد القاطنين أن:
“ما يجري هنا كل ليلة يهدد السلامة العامة، ويشكل خرقا واضحا للنظام العام. نطالب فقط بحقنا المشروع في العيش بهدوء وأمان داخل منازلنا”.
وناشد السكان والي الأمن والسلطات المنتخبة بالتدخل العاجل، وذلك من خلال تكثيف التواجد الأمني الليلي والدوريات الراجلة والمتحركة، وتفعيل آليات المراقبة بالفيديو في النقاط الحساسة من الحي، وحجز الدراجات النارية المخالفة وتطبيق القوانين بصرامة.
ويأمل المواطنون أن تعالج هذه الظاهرة قبل أن تسفر عن حوادث مؤسفة، قد تودي بحياة أبرياء.
فهل ستتحرك السلطات لوضع حد لهذا الانفلات الليلي؟ أم أن مطالب السكان ستظل رهينة رفوف الشكاوى دون استجابة؟
