عمر بولمان
في زمن كثرت فيه الاتهامات الجاهزة والأحكام المسبقة، برهنت ساكنة آيت بوكماز، مرة أخرى، على وعيها الراقي وتحضرها المدني، من خلال مشاركتها في المسيرة الاحتجاجية السلمية الأخيرة، والتي رفعت مطالب اجتماعية وإنسانية عادلة تتعلق بفك العزلة وتحسين شروط العيش الكريم.
و ما يميز هذه المسيرة عن غيرها، ليس فقط مطالبها المشروعة، بل أيضا السلوك الحضاري الرفيع الذي أبان عنه كل المشاركين، رجالا، شبابا وشيوخا.
ففي كل محطة توقفوا فيها، سواء على جنبات الطريق أو داخل المراكز التي مروا منها، حرصوا على جمع النفايات وتنظيف الأماكن التي استراحوا فيها، بل تركوها أنظف مما وجدوها، في مشهد يجسد المعنى الحقيقي للمواطنة والوعي البيئي.
ولم تخرج الساكنة للاحتجاج من أجل التخريب أو الفوضى، بل للتعبير عن معاناتها المزمنة مع التهميش، وقد التزمت بسلمية راقية رغم طول المسافة وظروف الطقس، ما جعل العديد من المواطنين والمتابعين يشيدون بروحهم المسؤولة.
ومن المؤسف أن تحاول بعض الجهات التشويش على هذه الصورة المشرقة، عبر ترويج أخبار مغلوطة تتحدث عن تراكم الأزبال أو فوضى خلال المسيرة.
والحقيقة أن ساكنة آيت بوكماز كلها، بدون استثناء، هي الساكنة التي كانت تسهر على نظافة المكان أينما حلت، وتحرص على ترك الأثر الطيب، كما عودتنا دائما في دواويرها وساحاتها وأسواقها.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الوقفة الاحتجاجية لم تسجل خلالها أي حادث عنف أو إخلال بالنظام العام، بل كانت فرصة لإيصال صوت المنطقة بشكل حضاري إلى المسؤولين، وهو ما توج باستقبال من طرف عامل إقليم أزيلال، الذي وعد بالتجاوب مع المطالب الملحة.
