حميد الخلوقي
اهتزت ” أولاد يوسف” بإقليم بني ملال، على وقع حادث مأساوي تحول إلى فاجعة إنسانية، بعدما تدهورت الأوضاع بشكل خطير خلال تدخل فرقة خاصة من الدرك الملكي لإنهاء اعتصام الشخص الذي صعد إلى أعلى خزان مائي منذ أكثر من أسبوعين.
وحسب مصادر الموقع، فقد حاولت عناصر الفرقة الخاصة للدرك السيطرة على المعتصم وشل حركته لإنهاء هذا الوضع المعقد، غير أن الأخير تراجع إلى الوراء في لحظة خوف وهروب، فانزلقت قدمه ليسقط من أعلى الخزان، إلا أن المأساة كانت مضاعفة، إذ تبين أنه كان قد لف حبلا حول عنقه.
وقد تعلق جسد المعتصم بالحبل للحظات، قبل أن يتدخل أحد عناصر الدرك بسرعة فائقة من أعلى الخزان ويتمكن من قطع الحبل، ليسقط إلى الأرض.
وعلى الفور، تم نقله في حالة حرجة إلى قسم الإنعاش بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال، حيث لا يزال يرقد بين الحياة والموت تحت العناية الطبية.
وتعود فصول الحادث إلى احتجاز المعتصم لأحد عناصر الوقاية المدنية فوق الخزان نفسه مساء الجمعة، حيث اعتدى عليه بعصا حديدية، ما خلف له إصابات على مستوى الرأس واليد والفخذ، إلا أن رواية جديدة كشفت أن عنصر الوقاية هو من تمكن في لحظة شجاعة من القفز إلى الأسفل، حيث سقط فوق مجسم بلاستيكي منفوخ بالهواء تم وضعه كإجراء احترازي، الأمر الذي خفف من وطأة السقوط، وقد نقل إلى إحدى المصحات الخاصة ببني ملال، و وصفت حالته بالمستقرة رغم تعرضه لكسر في اليد ورضوض في مناطق مختلفة من جسده.
وأثار الحادث موجة من الصدمة والاستياء في صفوف الساكنة والرأي العام، خاصة وأن المعتصم كان يطالب بفتح تحقيق في ظروف وفاة والده، وهو ما زاد من تعقيد الملف وتحويله إلى قضية إنسانية وأمنية في آن واحد.
وتبقى الأنظار موجهة إلى تطورات الوضع الصحي للمعتصم، وإلى نتائج التحقيقات الجارية بشأن ملابسات هذا الاعتصام الدرامي الذي انتهى بكارثة مضاعفة لم تكن في حسبان أحد وأصبحت اولاد يوسف حديث الرأي العام المحلي والوطني بل والعالمي أيضا.