محمد الأشهب
في قلب جماعة سيدي عيسى بن علي التابعة لعمالة الفقيه بن صالح، تصرخ ساكنة دوار “أولاد طلحة” من جديد، بسبب الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب، والتي تفاقمت منذ مساء الثلاثاء الماضي، محولة حياة مئات الأسر إلى معاناة يومية خانقة وسط صيف قائظ.
وتتلقى معظم دواوير الجماعة تزويدا منتظما بالماء، مصدره المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (ONEEP)، غير أن “أولاد طلحة” تستثنى مرارا، في مشهد بات يتكرر بشكل يدعو إلى الريبة.
ففي الوقت الذي لا يعاني فيه جيرانهم من الانقطاع، يضطر سكان الدوار إلى تخزين المياه وقطع كيلومترات للبحث عن قطرات تروي ظمأهم، وهو ما يطرح تساؤلات عميقة حول عدالة توزيع هذه المادة الحيوية، وعن الأسباب الحقيقية وراء ما اسماه أحد المتضررين ب “التمييز المائي”.
واعتبر المتضررون ان غياب الماء في ظل الارتفاع المهول لدرجات الحرارة، يهدد الصحة العامة للسكان، وخاصة الأطفال، كبار السن، والمرضى، حيث يؤكدون ان الأمر لا يتعلق بالكماليات، بل بالحاجيات الأساسية التي يقوم عليها كيان الأسرة مثل الشرب، والطهي، و النظافة، والاستحمام.
ويؤكد عدد من سكان “أولاد طلحة” أنهم تقدموا بعدة شكايات، دون أن يجدوا آذانا صاغية أو تدخلا فعالا، ومع كل انقطاع، يزداد الإحساس بالتهميش والإقصاء، وكأن مطالبهم البسيطة لا تدخل ضمن أولويات السياسات العمومية التي ترفع شعارات التنمية المتوازنة.
وفي ظل هذه المعاناة المستمرة، يوجه سكان الدوار نداء عاجلا إلى السلطات المحلية، والاقليمية وعلى رأسها عامل الفقيه بن صالح والمكتب الوطني للكهرباء والماء، وكل المعنيين بقطاع الماء، من أجل التدخل الفوري لإعادة التزويد وإنصاف هذا الدوار المنسي.
