في مغرب اليوم، وفي ظل توجيهات ملكية واضحة تدعو إلى القرب من المواطن، لا يزال بعض المسؤولين الترابيين يعيشون في زمن “السلك العالي” والهواتف المقطوعة! مأساة التواصل بين السلطة والمواطنين لا تزال تنخر جسد الإدارة المغربية، وخير دليل على ذلك مسيرة آيت بوكماز التي هزت جبال الأطلس وصدمت الرأي العام الوطني.
ففي الوقت الذي كان فيه أبناء آيت بوكماز يقطعون عشرات الكيلومترات مشيا على الأقدام، تحت شمس الصيف الحارقة، لم يتحرك عامل إقليم أزيلال من كرسيه ، وكأن صرخات المواطنين لا تعنيه! ألم يكن من الأجدر أن يستقبل وفدا عنهم؟ أو أن يتنقل إليهم كما كان يفعل سلفه محمد عطفاوي الذي وإن اختلفت عليه الآراء، لم يعرف عنه أنه صد باب مكتبه في وجه الناس!
اليوم، لم يعد المواطن المغربي ينتظر مشاريع إسمنتية فقط، بل ينتظر الاحترام والإنصات والكرامة، فما وقع في آيت بوكماز ليس استثناء، بل هو جرس إنذار صاخب لما يمكن أن يحدث في مناطق أخرى، إذا استمر هذا الصمت المقيت وهذا التهرب من التواصل.
عمال وولاة جهة بني ملال خنيفرة الجدد، بدلا من الانفتاح على مكونات المجتمع المدني من جمعيات، نقابات، ووسائل إعلام، اختاروا الانغلاق خلف أبواب مكاتبهم، لا لقاءات، لا ردود على المراسلات، ولا حتى مجرد محاولة لفهم نبض الشارع.
النتيجة؟ احتقان اجتماعي متصاعد، وتسرب فقدان للثقة في خدمات الدولة ، وخروج ساكنة بأكملها إلى الشارع.
رسالة صريحة إلى من يهمهم الأمر:
إن لم تعودوا إلى الواقع وتتحلوا بجرأة التواصل، فإن مسيرة آيت بوكماز لن تكون الأخيرة… فصوت المواطن حين يقمع في المكاتب، سيعلو حتما في الطرقات!