نحن لا نعارض إعادة اللون الأبيض لمنازل بني ملال ولا نرفض تأهيل السواقي لي علن عليها المجلس لكننا نقول بوضوح: هذه مشاريع سطحية وبغينا بنية تحتية ومرافق ثقافية ورياضية ومشاريع تنموية حقيقية القطار لوطوروت المعامل فين يخدمو الشباب…!

هيئة التحرير9 يوليو 2025
نحن لا نعارض إعادة اللون الأبيض لمنازل بني ملال ولا نرفض تأهيل السواقي لي علن عليها المجلس لكننا نقول بوضوح: هذه مشاريع سطحية وبغينا بنية تحتية ومرافق ثقافية ورياضية ومشاريع تنموية حقيقية القطار لوطوروت المعامل فين يخدمو الشباب…!
ه.عادل // رأي حر

 

 

تعيش، في الآونة الأخيرة، مدينة بني ملال تفاعلا واسعا حول مشروعين شكليين مثيرين للجدل الأول تغيير لون واجهات المدينة من الأحمر إلى الأبيض، والثاني تأهيل السواقي التاريخية.

أصوات كثيرة تبارك هذه الخطوات وتعتبرها خطوة نحو تحسين جمالية المدينة، واسترجاع طابعها الأصلي وهويتها المعمارية، بينما يعبر آخرون عن حماسة كبيرة لتأهيل السواقي التي لطالما ارتبطت بذاكرة المكان وساكنته.

لكن وسط كل هذا الحماس، لا بد من طرح السؤال الجوهري: هل هذه المشاريع التجميلية تعد فعلا أولوية لمدينة تعاني من تأخر واضح في مشاريع كبرى وحيوية تمس جوهر التنمية؟

وبدلا من الترافع حول لون الطلاء أو شكل السواقي، أليس من الأجدر أن ينصب النقاش حول سبب تأخر مشروع المسرح الجهوي الكبير؟ أين وصل مشروع قصر المؤتمرات؟ وماذا عن معهد الموسيقى المتعثر منذ سنوات؟ وماذا عن الطريق السيار والسكة الحديدية؟

بل أكثر من ذلك، ما تفسير الجمود في إنشاء المسابح الأولمبية ونصف الأولمبية، التي من شأنها أن تخرج شباب المدينة من الفراغ القاتل وتعزز ثقافة الرياضة؟ وأين نحن من قاعة المغطاة متعددة التخصصات؟

ولا ننسى المشروع الإداري الأساسي: بناء الجماعة الحضرية الجديدة لبني ملال، الذي يسير ببطء شديد، رغم ما يفترض أن يتيحه من تحسين الخدمات الإدارية وتسهيل حياة المواطن.

وفي الجانب المرتبط بالحياة اليومية للمواطن، لا يمكن تجاهل الوضع المزري لشوارع المدينة. فرغم أهمية إعادة تزفيتها وتأهيل الأرصفة، فإن ما نراه اليوم لا يتعدى ترقيعا مؤقتا بمواد متقادمة مثل “الپافي” (pavée)، لا تليق بمدينة تريد أن تحمل لقب “المدينة السياحية أو الجهوية النموذجية”.

وإن تحدثنا عن السياحة، فهي الأخرى تعيش في ظل غياب رؤية متكاملة ومبدعة، فالمدار السياحي للمدينة بحاجة إلى تأهيل حقيقي، لا مجرد إنجاز لافتات أو كراسي إسمنتية…

أيضا ما يزيد الطين بلة هو غياب دينامية واضحة للجماعة أو الوزارة في تأهيل القطاع السياحي،  فنرى جماعات أخرى لديها غيرة ورغبة في تغيير الوضع، وميزانيات قليلة تدق أبواب جهات أخرى من أجل المساهمة في مشاريع الجماعة، ولا تكتفي بكلمة “ميزانية الجماعة محدودة”، بل تعمل وتترافع أمام الجهات المعنية من أجل جلب الأموال لتنزيل المشاريع.

نحن لا نعارض تجميل المدينة، ولا ننتقد إعادة اللون الأبيض الذي يعيد لبني ملال طابعها الأصيل، ولا نرفض تأهيل السواقي، لكننا نقول بوضوح: هذه مشاريع سطحية مقارنة بما تحتاجه المدينة فعليا من بنية تحتية، مرافق ثقافية ورياضية، ومشاريع تنموية حقيقية.

فالمدينة بحاجة إلى جرأة سياسية حقيقية، وإلى أولويات واضحة تراعي حاجيات الشباب، المثقفين، الرياضيين، وكل فئات المجتمع. التجميل لا يغني عن التنمية، والطلاء لا يخفي غياب الرؤية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة