رغم الغنى الطبيعي والتنوع البيئي… إقليم بني ملال يعاني من غياب المشاريع التنموية الكبرى وقلة فرص الشغل وضعف واضح في البنية التحتية والمرافق السياحية منها الفنادق والمطاعم ومراكز الترفيه

هيئة التحرير4 يوليو 2025
رغم الغنى الطبيعي والتنوع البيئي… إقليم بني ملال يعاني من غياب المشاريع التنموية الكبرى وقلة فرص الشغل وضعف واضح في البنية التحتية والمرافق السياحية منها الفنادق والمطاعم ومراكز الترفيه
ه.عادل // رأي حر

 

 

يعتبر إقليم بني ملال من أغنى المناطق المغربية من  خاصةحيث المؤهلات الطبيعية والسياحية، حيث يزخر بمناظر خلابة وتنوع جغرافي يجمع بين الجبال والسهول والينابيع، ما يجعله وجهة سياحية واعدة على الصعيدين الوطني والدولي، غير أن هذه الثروات الطبيعية لم تترجم بعد إلى تنمية حقيقية ومستدامة، مما يجعل الإقليم يعيش مفارقة صارخة بين الإمكانيات المتوفرة والواقع المعاش.

ومن أبرز المعالم السياحية في المنطقة نذكر الشلالات المتعددة، والمغارات الصخرية، والعيون الطبيعية، والجبال، ومواقع سياحية مثل أوشرح بتاكزيرت، وعين تامدة بزاوية الشيخ، وتاغبالوت نوحليمة.

كما تزخر المنطقة بالعديد من الغابات غير المستغلة سياحيا، وتتيح ممارسة أنشطة متميزة مثل رياضة القنص والقفز بالمظلات، ما يضفي عليها جاذبية خاصة لعشاق الطبيعة والمغامرة.

و تعد عين أسردون من أبرز المعالم بالمدينة، حيث تشكل متنفسا طبيعيا للساكنة والزوار بفضل ما توفره من مناظر خلابة وحدائق خضراء ومياه متدفقة.

ورغم هذا الغنى الطبيعي والتنوع البيئي، لا تزال بني ملال تعاني من غياب المشاريع التنموية الكبرى، وضعف واضح في البنية التحتية والمرافق السياحية كالفنادق، والمطاعم، ومراكز الترفيه. كما تعرف المنطقة نسب بطالة مرتفعة، خاصة في صفوف الشباب، ما يدفع العديد منهم إلى الهجرة نحو المدن الكبرى أو خارج الوطن بحثا عن فرص أفضل.

هذا التناقض بين غنى الطبيعة وفقر التنمية يجعل من إقليم بني ملال نموذجا صارخا لغياب رؤية استراتيجية شاملة للنهوض بالمجال. لذلك، بات من الضروري تدخل الدولة والجهات المعنية عبر:
• تحسين وتوسيع البنية التحتية.
• تشجيع الاستثمار في القطاعين السياحي والفلاحي.
• دعم المبادرات الشبابية والمجتمعية.
• حماية البيئة وضمان استدامة الموارد الطبيعية.
• توجيه مغاربة العالم نحو الاستثمار في مشاريع ذات أثر اجتماعي واقتصادي.

وفي هذا السياق، فإن الاستثمار في القطاع السياحي يمكن أن يكون رافعة قوية لتقليص البطالة في الإقليم، لأن السياحة تعد من القطاعات التي تشغل عددا كبيرا من الأشخاص في ميادين متعددة، مثل الإرشاد السياحي، النقل، الفندقة، الصناعات التقليدية، والخدمات الترفيهية. وهذا من شأنه أن يخلق دينامية اقتصادية محلية ويوفر مورد رزق كريم للعديد من الأسر.

ويجب على المسؤولين، خاصة والي الجهة ورئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة، التفكير بجدية في تشجيع الاستثمار في هذا المجال الحيوي، من خلال تسهيل المساطر الإدارية وتوفير تحفيزات حقيقية للمستثمرين. وندعوهم إلى التحرك العاجل لإطلاق مشاريع سياحية مثل الفنادق، المنتزهات، والمرافق الترفيهية التي يفتقر إليها الإقليم.

كما يقترح عدد من المواطنين تشكيل لجنة جهوية خاصة تعنى بإرشاد وتوجيه مغاربة العالم المنحدرين من إقليم بني ملال، الراغبين في الاستثمار في منطقتهم . ويجب أن يكون هذا الإرشاد موجها نحو تنزيل مشاريع سياحية واقتصادية منتجة، عوض التركيز فقط على المشاريع العقارية كتشيد العمارات، التي لا تخلق مناصب شغل ولا تنفع التنمية المحلية بالشكل المطلوب.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

الاخبار العاجلة