تاكسي نيوز
أثار إعلان وزارة الشباب والثقافة والتواصل عن مباراة لتوظيف متصرفين من الدرجة الثانية، والتي من المقرر إجراؤها يوم غد الأحد بالرباط، موجة استياء واسعة في أوساط حاملي الشواهد العليا بجهة بني ملال خنيفرة، بسبب ما اعتبروه “إقصاء ممنهجا” لهم من حقهم في الولوج إلى الوظيفة العمومية داخل جهتهم.
ويتعلق الأمر بمباراة تخص ستة مناصب موزعة على مراكز ثقافية بالمغرب بينها مركز بالمديرية الجهوية للصحة ببني ملال خنيفرة، لكن الوثيقة الرسمية الخاصة بالمباراة اشترطت تخصصات دقيقة للغاية لا تتوفر في جامعة السلطان مولاي سليمان ولا في باقي مؤسسات التعليم العالي بالجهة، وهو ما فهم على أنه إقصاء غير مبرر لسكان المنطقة.
ويشمل الإعلان تخصصات من قبيل: “التعددية الثقافية والتراث، آثار الفترات التاريخية (مسار آثار ما قبل الإسلام)، آثار الفترات التاريخية (مسار آثار الفترة الإسلامية)، تاريخ وآثار غرب حوض البحر المتوسط، التحافة آثار ما قبل التاريخ”، وهي تخصصات تدرّس أساسا في جامعات المركز مثل الرباط والدار البيضاء وفاس، ما يمنح الأفضلية الطبيعية لخريجي تلك المؤسسات، ويقصي فعليا أبناء الجهة من المنافسة.
المفارقة أن هذه التخصصات تدرس بشكل جزئي ضمن مسارات الإجازة والماستر بجامعة السلطان مولاي سليمان وأصحاب الشواهد يتقنونها، لكن عدم ذكرها كمسارات رسمية في الشهادات يحرم حامليها من اجتياز المباراة، رغم كفاءتهم في التخصص المطلوب.
ويؤكد المتضررون أن هذا النوع من الإعلانات يفرغ “الجهوية المتقدمة” من محتواها الحقيقي، ويقوض مجهودات الدولة في تحقيق عدالة مجالية حقيقية، حيث تمنح فرص التوظيف الجهوي لأشخاص من خارج الجهة، فقط لأنهم يتوفرون على شواهد من جامعات المركز.
ويطالب المعنيون الوزارة الوصية بمراجعة شروط هذه المباراة، واعتماد مقاربات أكثر شمولا وعدلا في تحديد التخصصات المطلوبة، بما يضمن تكافؤ الفرص بين جميع أبناء الجهات، بعيدا عن الإقصاء والتهميش، أو سياسة التشغيل بمنطق “باك صحبي” .