تاكسي نيوز// مراسلة خاصة
يعيش مطار بني ملال حالة من الجمود والتهميش رغم نداءات ومطالب أبناء الجهة المستمرة، سواء من داخل المغرب أو من الجالية المقيمة بالخارج، من أجل تفعيله الحقيقي وتطويره ليصبح مطارا نشطا يرقى إلى تطلعاتهم.
ويبقى المطلب الأساس اليوم هو تفعيل المطار وزيادة عدد الخطوط الجوية، خصوصا نحو الدول التي تعرف تواجدا كثيفا لأبناء المنطقة، كفرنسا، هولندا، إيطاليا، إسبانيا، بلجيكا، وألمانيا، بالإضافة إلى تعزيز الربط بالخطوط الوطنية بين بني ملال ومدن مغربية كبرى كالدار البيضاء، الرباط، أكادير، وخصوصا العيون، حيث تتواجد ساكنة مهمة من أبناء الجهة .
فمطالب الجالية لا تقف عند الرحلات، بل تمتد إلى توسيع المطار من حيث البنية التحتية والخدمات، حتى يتمكن من استقبال عدد أكبر من الطائرات والمسافرين، ويواكب معايير المطارات الدولية، خصوصا أن موقعه الجغرافي يتيح له لعب دور كبير في فك العزلة عن جهة بني ملال خنيفرة ويربط بين شمال وجنوب المغرب.
ويعتبر المطار اليوم بوابة استراتيجية لجلب الاستثمار المحلي والدولي، حيث يمكن أن يكون عامل جذب لرجال الأعمال الراغبين في الاستثمار في مجالات السياحة، الصناعة، والفلاحة، كما أن وجود خطوط جوية مباشرة يشجع أفراد الجالية على القدوم إلى بني ملال وباقي أقاليم الجهة دون عناء التنقل من مطارات بعيدة، وهو ما من شأنه تحريك عجلة الاقتصاد المحلي وخلق فرص شغل جديدة.
وقد أثار تصريح وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور، الذي قالت فيه إنها ساهمت بفتح المطار واستقطاب ثلاث خطوط جوية، استياء واسعا في صفوف الشارع الملالي، إذ اعتبر عدد من أبناء الجهة أن هذا “الإنجاز” لا يرقى إلى حجم الانتظارات، وأن ما تحقق لا يتجاوز خطوة بسيطة لا تعفي من المسؤولية، ولا تلغي المطالب الحقيقية بجعل مطار بني ملال مرفقا متكاملا ببنية تحتية قوية، وبرمجة منتظمة وموسعة للرحلات الدولية والوطنية.
اليوم، كل الأنظار تتجه إلى والي الجهة، ورئيس مجلس جهة بني ملال خنيفرة، عادل البراكات، من أجل أن يترافعا بقوة لدى السلطات المركزية، ويضغطا لبرمجة مشاريع توسعة حقيقية، واتفاقيات شراكة مع شركات طيران دولية، لجعل المطار رافعة تنموية فعلية وليس مشروعا معطلا، وهذا التحرك الذي تطالب به الساكنة سبق وأن طالبت به في عهد الوالي السابق الخطيب الهبيل الذي استجاب وتفاعل واستدعى مدراء شركات الطيران بينها “ريانير” مما نتج عنه تشغيل هذه الخطوط التي تشتغل الان، حيث كان الوالي السابق قد وعد الساكنة بالمزيد من الترافع لتوسيع الخطوط لدول اخرى، إلا أنه انتقل إلى ولاية الشرق، وهذا ما يجعل الامال معقودة على خلفه الوالي الحالي محمد بنبراك لتوسيع هذا المطار لتشمل خطوطه ورحلاته دول فرنسا وبلجيكا وهولاندا …
المفارقة التي يعيشها الرأي العام الملالي اليوم، هي أن البعض يعتبر أن افتتاح المطار بثلاث خطوط كاف، ويظن أنه “أنجز المهمة”، في حين أن الواقع يكذب ذلك؛ فالمطار ما زال شبه معطل، ضعيف النشاط، بلا خطوط كافية، ولا إشعاع جهوي أو دولي حقيقي. والحقيقة أن العمل لم يكتمل، والمطلوب الآن هو الترافع الفعلي، والتنفيذ الواقعي.
فالمواطنون في الجهة لم يعودوا يقبلون بالحد الأدنى، بل يطالبون بمطار فعلي، حديث، فعال، ومتكامل، يربطهم بالعالم، ويساهم في إخراج الجهة من التهميش، نحو مستقبل تنموي يستجيب لطموحاتهم وتطلعاتهم المشروعة