تاكسي نيوز//
أثارت الانتقادات الحادة وغير المسبوقة التي وجهها الرئيس الحالي لجهة بني ملال خنيفرة ،عادل بركات ،لبعض الوزراء المنتسبين لحزب رئيس الحكومة ،عزيز أخنوش ،والذين يسهرون على تنظيم قطاعي الفلاحة والسياحة على الخصوص،جدلا واسعا حول توقيتها ومبرراتها الرئيسية ؛
التصريحات النارية لرئيس الجهة بركات ضد وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور ووزير الفلاحة أحمد البواري ،بخصوص تعطيل إتفاقية الشراكة في قطاع السياحة الجهوية بمبلغ 3 مليارات درهم مع الاكتفاء بصمت وزارة الفلاحة في عدد من المشاريع الفلاحية التنموية بالجهة ،جاءت في سياق تدخله خلال فعاليات المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني،الذي ترأسه والي الجهة بمدينة خريبكة؛
وتساءلت عدة فعاليات مهتمة بالشأن الحزبي والسياسي على صعيد جهة بني ملال خنيفرة ، حول الأسباب الحقيقية لهذا الهجوم السياسي الذي قاده عضو المكتب السياسي لحزب البام، عادل بركات ضد وزراء من الأغلبية الحكومية ،خاصة أن توقيته يأتي في سياق التسابق السياسي المحموم من أجل الاستعداد القبلي للانتخابات القادمة ،فضلا عن كون الأغلبية التي تُسيّر الحكومة الحالية كثيرا ما تغنّت بعامل الانسجام القوي الذي يربط بين مكوناتها ،كلها مؤشرات دفعت البعض إلى وصف تقمص رئيس الجهة دور المحامي نيابة عن حزب البام في مواجهة بعض وزراء من حكومة الكفاءات المنتمين إلى حزب الحمامة، مجرد تنزيل لتوجيهات القيادة الجماعية لحزب البام من أجل مهاجمة بعض وزراء حزب الاحرار وممارسة المعارضة من داخل الحكومة إلى حين انتهاء الولاية الحكومية الحالية ؛
هذا الجدل السياسي، الذي طفى على السطح من جديد بين حزبي البام والأحرار ،شكل فيه رئيس الجهة عادل بركات الاستثناء من خلال هجومه على وزراء حزب الحمامة ،إذ عزت بعض الفعاليات السياسية ذلك إلى رغبة الرئيس في لعب دور القيادي الحزبي البارز ،خاصة أن ملف الاتفاقيات المبرمة بين الجهة والقطاعات الوزارية المعنية كان بالإمكان حلها بشكل سلس بين وزراء كلا الحزبين، دون الهجوم السياسي الناري الذي شنه رئيس الجهة.
وتأتي هذه الصراعات أيضا في سياق التسابق الانتخابي لنيل زعامة ورئاسة حكومة المونديال ،وهو ما جعل من جهة بني ملال خنيفرة في الآونة الاخيرة قبلة لعديد من القيادات الحزبية من الأغلبية الحكومية والمعارضة ،إذ بعد لقاءات التنظيم الحزبي لكاتب الإتحاد الاشتراكي إدريس لشگر و أمين حزب العدالة والتنمية ،عبد الإله بنكيران ،تلته الندوة الوطنية لحزب البام حول الجهوية المتقدمة ،ليبقى بذلك السؤال المطروح حاليا عن توقيت ومكان عقد حزب الأحرار للقائه الحزبي المحتمل على مستوى جهة بني ملال خنيفرة ،لأن التنافس حول الخزان الانتخابي لهذه الجهة الفقيرة من حيث التنمية ،بات يسيل لعاب مختلف الأحزاب السياسية التي تستحضر هذه الجهة وساكنتها فقط خلال المواسم الانتخابية!