مولاي محمد الوافي
تشهد الأسواق المغربية في الآونة الأخيرة موجة غلاء غير مسبوقة في أسعار اللحوم الحمراء، خصوصا لحم الغنم، ما أثار حالة من الاستياء والقلق في أوساط المستهلكين، خاصة مع اقتراب مناسبة عيد الأضحى التي تعتبر من الفترات الحساسة على مستوى الطلب والاستهلاك.
في هذا السياق، وجهت النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، فاطمة التامني، سؤالا كتابيا إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، تطالبه فيه بتقديم توضيحات عاجلة حول أسباب هذا الارتفاع المفاجئ في الأسعار، الذي وصفته بغير المبرر، مشيرة إلى أن سعر الكيلوغرام من لحم الغنم تجاوز حاجز 150 درهما، في حين شهدت أجزاء أخرى مثل الكبد و”الدوارة” زيادات قياسية.
النائبة شددت على أن هذه الزيادات لا تعكس الواقع الفلاحي أو معطيات السوق الطبيعية، بل تعزى إلى ما اعتبرته ممارسات احتكارية يقوم بها بعض تجار الجملة والجزارة، حيث يلجأ إلى خفض الكميات المعروضة وفرض أسعار مرتفعة بشكل متعمد، في ظل غياب رقابة فعلية من طرف الجهات المختصة لضبط السوق وردع المضاربين.
و نبهت التامني إلى أن اقتراب عيد الأضحى يفاقم هذه الوضعية، حيث تكثر مظاهر الخلل في منظومة التوزيع، وتتضاعف معاناة الأسر المغربية أمام ضعف قدرتها الشرائية، ما يطرح تساؤلات ملحة حول فعالية السياسات الفلاحية المتبعة، ومدى نجاعتها في ضمان الأمن الغذائي وحماية المستهلك.
يذكر أن قطاع اللحوم الحمراء يعاني منذ سنوات من عدة إكراهات، من أبرزها تقلبات السوق العالمية، وتداعيات الجفاف، وتكاليف الأعلاف، إلا أن مبررات الارتفاع الحالي ما زالت، في نظر كثيرين، تفتقر إلى الشفافية والإقناع، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً وحاسمًا من السلطات المعنية لضمان التوازن بين مصالح المنتجين وحماية جيوب المواطنين.
